صابر بن عامر
شدّدت الصحفية التونسية سيرين النجار على أنّ الندوات الفكرية المرافقة للمهرجانات في تونس تحوّلت في العشرية الأخيرة إلى طقس بروتوكولي فارغ وعقيم، يُقام لأجل الصورة لا المضمون.
وتسترسل: “رغم ما يفترض أن تُحقّقه من تعميق للرؤية النقدية وتجديد في الطرح، فإنّها ظلت أسيرة تكرار مُملّ، وعناوين مُستهلكة، ومقاربات أكاديمية وريثة، منفصلة عن تحوّلات الواقع الفني والثقافي والتقني وحتى السياسي والاجتماعي”.
أهم الأخبار الآن:
لا تُواكب أسئلة الفن الحارقة
وهي ترى أنّ “ما كان يُفترض أن يكون ورشة تفكير جماعي تُنتج معرفة جديدة وقيمة مضافة للمهرجان لا ركنا هامشيّا، بات في الغالب مجرّد فضاء للمجاملة والتنظير المجاني، يخلو من الجرأة الفكرية أو النقد الجاد، أو التفاعل الإيجابي أو التأثير”.
جاء ذلك ردّا منها على سؤال بوابة تونس، هل أثّرت الندوات الفكرية عبر التاريخ في المدوّنة السينمائية والمسرحية في البلد؟ أم بقي بعضها نوعا من التظاهر الثقافي؟ سيما أنّ جلها إن لم نقل كلّها ظلّت قديمة ومكرّرة ولم تُواكب التطوّر التكنولوجي والتقني، لتنتهي الندوة في الغالب بفضّ المجلس دون توصيات ولا بيان ختامي.
وتذهب النجار إلى الأسوإ، فتقول: “إنّ هذه الندوات، في الكثير من الأحيان، لا تُواكب الأسئلة الحارقة للفن، ولا تُنصت للتحوّلات الرقمية، ولا تنفتح على التجارب الخارجة عن المؤسسة الأكاديمية التقليدية”.
تكرّرت الوجوه وغابت القضايا الحقيقية
ولذلك -والكلام للنجار، دائما- فإنّ القيمة الحقيقية لأيّ ندوة لا تكمُن في انعقادها الشكلي، بل في قدرتها على الإضافة وزعزعة المسلّمات، وطرح الأسئلة الصعبة التي تكون في الوقت ذاته سليلة الواقع لا غريبة عنه.
وشدّدت على أنّ من أوكد مهام هذه الندوات “صياغة تصوّرات جريئة تُعيد الاعتبار للفكر النقدي بوصفه فعلا مؤثّرا لا مجرد ديكور خطابي مكرّر مُملّ ونمطي وموجّه في اتجاه واحد نحو ما يسمى “النخبة” الباهتة التي تجترّ نفسها”، كما توصّفها.
وهي ترى أنّ دون ذلك “تظلّ الندوة مجرّد واجهة جوفاء، تُعيد إنتاج العقم الثقافي باسم الحوار الذي تحوّل اليوم في تونس بشكل عام إلى شعار زائف ومسرح عبثي يُدار بإخراج رديء، مُصمّم بطريقة موجّهة، وأصبح يستعمل كأداة بروباغندا لا غير، حيث تتكرّر الوجوه وتغيب القضايا الحقيقية”، وفق تصريحها لبوابة تونس.
أضف تعليقا