مؤسسة “هند رجب” تلاحق مجنّدا إسرائيليّا في سويسرا وتتّهمه أمام القضاء السويسري بارتكاب جرائم حرب
فتحت السلطات السويسرية تحقيقا ضد جندي احتياط إسرائيلي، موجود على أراضيها، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقالت مؤسسة هند رجب (HRF) المؤيدة للفلسطينيين، في بيان الأربعاء، إنها تقدمت رسميا بشكوى جنائية أمام السلطات السويسرية، ما أدى إلى فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب في حق إسرائيلي مشتبه به موجود حاليا في سويسرا.
وأضاف البيان: “تقدّم الشكوى أدلة واسعة النطاق تشير إلى تورط هذا الشخص في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الهجمات على المدنيين، وتدمير المنازل والمستشفيات، والتهجير القسري، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي المرتكبة في قطاع غزة”.
وتابع: “في هذه المرحلة، لن نفصح عن مزيد من التفاصيل لحماية نزاهة الإجراءات القانونية”.
وأعربت المؤسسة عن ترحيبها “بالتزام سويسرا بدعم القانون الدولي وضمان عدم عثور مجرمي الحرب على ملاذ آمن على أراضيها”.
واعتبرت أنّ هذا التحقيق “يبعث برسالة واضحة: لن يكون هناك ملاذ لأولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب، بغض النظر عن الرتبة أو الجنسية”.
وأضافت: “في حين يتحمّل القادة السياسيون والعسكريون مسؤولية التخطيط لهذه الجرائم والأمر بها، فإنّ الجنود والضباط الأفراد الذين نفّذوها يجب أن يواجهوا أيضا القوة الكاملة للقانون الدولي”.
من جانبها، قالت إذاعة جيش الاحتلال إنّ “السلطات السويسرية فتحت تحقيقا ضد جندي احتياط إسرائيلي متواجد على أراضي البلاد بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة”.
ويأتي هذا التحقيق السويسري في وقت تتصاعد فيه الإجراءات القانونية الدولية ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة.
وفي 21 نوفمبر الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال في حق رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت لدورهما في توجيه هذه الجرائم والإشراف عليها.
وفي جانفي الماضي، قالت القناة الـ12 العبرية، إنّ “إسرائيل أعادت اللواء غسّان عليان الذي يشغل منصب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية من إيطاليا بعدما وجّهت مؤسسة هند رجب طلبا للمحكمة الجنائية الدولية لاستصدار مذكرة اعتقال في حقه”.
وقبل ذلك بأيام، أعلنت “هند رجب” أنها تقدّمت بشكاوى في فنلندا والدنمارك والنرويج، لمنع محاولة جندي في لواء النخبة “ناحال” الفرار من السويد.
وفي 5 جانفي، تمكّنت دولة الاحتلال من تهريب أحد جنود جيشها من البرازيل، بعد شكوى مماثلة تقدّمت بها المنظمة.
كما تقدّمت مؤسسة “هند رجب” بشكاوى ضد جنود إسرائيليين آخرين في تشيلي والأرجنتين وتايلاند، وغيرها من الأماكن، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وأجبرت هذه الإجراءات حكومة الاحتلال أيضا على “إخفاء هويات جميع المقاتلين والضباط المشاركين في الأنشطة العملياتية المتعلقة بالقتال”، وفق المصدر ذاته.
وظهر الآلاف من الجنود والضباط الإسرائيليين سواء النظاميين أو الاحتياط، في فيديوهات على وسائل الإعلام ومواقع التواصل خلال الحرب على قطاع غزة، وكانت وجوههم ظاهرة دون أن يتم طمسها، حسب “يديعوت أحرونوت”.
وفي 19 جانفي الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى من 3 مراحل بين دولة الاحتلال وحركة حماس تستمر كل منها 42 يوما، ويتم في الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
و”هند رجب” منظمة حقوقية غير حكومية، مقرها بروكسل، تأسست عام 2024 أثناء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
تأسّست المنظمة تكريما للطفلة هند رجب التي قتلها جيش الاحتلال بقصف سيارة لجأت إليها مع 6 من أقاربها في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، في 29 جانفي 2024.
وتركّز المنظمة على محاكمة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وملاحقتهم.