حقّقت في تونس ما لم تُحقّقه في مصر.. سناء يوسف حلم الانتشار العربي الضائع
صابر بن عامر
عرفها جمهور الشاشة الصغيرة في دور “إنعام” الفتاة المحبة للطبيعة والثرثارة في آن، وغير الجديرة بصداقة زميلها “كريم” (أحمد أمين بن سعد) في مسلسل “حسابات وعقابات” (2004) للحبيب المسلماني إخراجا وعلي اللواتي كتابة وسيناريو.
هي “شمس” الطموحة والثائرة على حبيبها “لطفي” الذي خذلها بصدّه لها، فخذلته بوقوعها في المحظور، لتغدو منبوذة من أهلها وعشيرتها بـ”الحسانية”، وذلك عبر مسلسل “عودة المنيار” (2005) للثنائي ذاته الحبيب المسلماني وعلي اللواتي.
وهي “أحلام” في مسلسل “الليالي البيض” (2007) للحبيب المسلماني إخراجا ورفيقة بوجدي كتابة، والذي تدور أحداثه حول “أحلام” الشابة التونسية خريجة كلية الطب، تعيش قصة حب مع ابن جيرانها “نادر” (معز التومي) منذ سنوات، وهو الشاب الفقير العاطل عن العمل، لكنّه انتهازي.
يتمكّن من العمل في شركة رجل ثريّ.. فيتخلّى عن حلمه بالزواج من “أحلام”.
وهي أيضا “ريم” أحد أهمّ أدوارها التمثيلية في الدراما التونسية عبر مسلسل “صيد الريم” (2008) لعلي منصور إخراجا ورفيقة بوجدي كتابة وسيناريو.
دور ارتقى بها إلى النجومية المحلية، وهي التي قدّمت فيه دورا مركّبا حدّ الإبهار.
دور جمعت فيه كل ما يُمكن أن تُبطنه امرأة مكلومة فُجعت بانتحار شقيقتها، من تناقضات: الحب والكره، الغرام والانتقام، الخير والشرّ، الانكسار والانتصار، الصبر والعجلة وغيرها من المفارقات..
دور جعل من سناء كسوس (يوسف حاليا) اسما لامعا في عالم الدراما سواء منها التلفزيونية أو السينمائية، وهي التي قدّمت بعده فيلما “الحادثة” لرشيد فيرشيو و”شطر محبة” للأسعد الوسلاتي.
قبل أن تحمل حقيبة سفرها وشغفها بالانتشار العربي، وتستقّر بهليوود الشرق مصر.
بدأت بأدوار ثانوية في المسلسل العربي المشترك “صدق وعده” (2009) لمحمد عزيزية، تلاه دور ثانوي ثان في المسلسل العربي أيضا “السائرون نياما” (2010) لمحمد فاضل، وهو وضع طبيعي يمرّ به كلّ وافد جديد على أرض الكنانة.
انتظرنا تألقّها في تجربتها العربية بعد استقرارها النهائي في مصر على غرار بنات بلادها هند صبري ودرة زروق وعائشة بن أحمد، سيما بعد مشاركتها الناجحة، بل والباهرة أصلا، في مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” (2012) لرامي إمام.
وهي التي فُتحت لها أبواب النجومية على مصراعيها في الموسم الرمضاني الأكثر مُشاهدة عربيّا، بظهورها بشخصية “نضال” إلى جانب “الزعيم” عادل إمام وابنه محمد، علاوة على نضال الشافعي وأحمد صلاح السعدني وأنوشكا وآخرين.
لكن نجم سناء يوسف أفل أو تضاءل بعد زواجها من المنتج عمرو مكين وإنجابها ابنها ياسين، فبات حضورها الدرامي بأرض الكنانة ضئيلا ومتباعدا، لا يليق بقيمة اسمها وموهبتها.
وهي التي ظهرت بعد “فرقة ناجي عطا الله” في دور بطولة مُطلقة عبر شخصية “فريدة” في مسلسل “فضّ اشتباك” (2023).
لتعود بعده إلى تقديم أدوار أقلّ أهمية من “نضال” و”فريدة” كما وكيفا بمسلسلات: “نقطة ضعف” (2013)، “دلع بنات” (2014)، و”البيت الكبير” في جزئه الثالث عام 2020.. قبل أن تغيب نهائيا.
فمن يُعيد سناء إلى سالف تألقّها في الشاشتين الصغيرة والكبيرة، سيما في الدراما التونسية؟
وهي التي كانت في بلدها نجمة الصفّ الأول بلا مُنافسة، أقلّها في العشرية الأولى لبداية الألفية، لترتدّ في مصر إلى اسم عابر بلا سبيل ودليل على إمكانية استرجاع مجدها.