توشح معلقة تضامنية مع الصحفيين المغربيين عمر راضي وسليمان الريسوني واجهة مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالعاصمة تونس، في رسالة ترسخ قيم التضامن بين الصحفيين وتكرس حرية الكلمة وحق التعبير عن الرأي كمبدإ أساسي وعنوان لنضالات الصحافة العربية.
عمر وسليمان اللذان يواجهان السجن والمحاكمات الجائرة منذ ما يزيد عن السنة على خلفية مقالات صحفية تنتقد النظام وتجاوزات السلطة في المغرب، حظيت قضيتهما بمواكبة واهتمام دولي كبير، حتى تحولا إلى رمز نضالي وصورة تعكس ضريبة الرأي الحر والكلمة العصية على التدجين ونموذج للدفاع عن شرف المهنة وقيمها.
أهم الأخبار الآن:
“هذه المعلقة تجسد التزام الصحفيين في تونس بالدفاع عن حرية التعبير والإعلام، والتي تحولت إلى قيم دستورية بفضل نضالاتهم بعد الثورة، كما تجذر التضامن القطاعي والمهني خصوصا مع الزملاء في المغرب العربي والأقطار العربية في مواجهة تضيقات الأنظمة الحاكمة”.
هكذا اختزل نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي في حديثه لبوابة تونس رسالة المعلقة التضامنية، التي ما تزال صامدة على واجهة النقابة تستلهم من صمود عمر وسليمان في وجه السجان والمعتقل، ومبشرة بحريتهما وانتصارهما على القيود.
ليست قضية عمر وراضي البادرة الأولى من نوعها، فمنذ 2011 كانت بوصلة نقابة الصحفيين التونسيين متجهة بشكل دائم صوب قبلة الحريات جاعلة من شعار “الصحافة ليست جريمة” أيقونة أخلاقية ومهنية مشرفة في التضامن مع عديد الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي، وفي مواجهة ممارسات الأنظمة المعادية للحريات حسب ياسين الجلاصي.
ويضيف نقيب الصحفيين التونسيين: ” نتضامن مع عمر راضي وسليمان الريسوني، وفي السابق عبرنا عن الموقف ذاته مع الكاتب الصحفي توفيق بوعشرين ومع الزملاء في قناة الجزيرة، وكنا صوت زملائنا في اليمن ومصر والعراق، فضلا عن قضية الصحفي جمال خاشقجي، تثبيتا لرسالة أساسية وهي أن التضامن داخل الجسم الصحفي كفيل بحماية أبناء القطاع وتدعيم لحمته في كافة أنحاء العالم”.
تضامن نقابة الصحفيين التونسيين مع الصحفيين المغربيين لا يقتصر على المطالبة بالإفراج عنهما ووقف سياسات تجريم الحريات الصحفية وقضايا الرأي والتذكير المستمر بقضيتهما، حسب ما أوضحه رئيس المكتب التنفيذي للنقابة، بل يشمل كذلك جهودا موازية وتنسيقا مستمرا مع عدد من الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية التي تتابع بشكل مستمر قضيتهما، على غرار منظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود، حسب محدثنا.
أخذت المعلقة مكانها على واجهة مقر نقابة الصحفيين التونسيين صادحة بنداء الحرية لعمر وسليمان منذ أكثر سنة، وتحديدا قبيل أول جلسة لمحاكمتهما، حسب المكلف بالإعلام بالنقابة علي بوشوشة.
“تحت ظل هذه اللفتة التضامنية نفذ الصحفيون التونسيون وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن الصحفيين المغربيين، كما تواصل النقابة مراسلاتها وتحركاتها مع عديد المنظمات الحقوقية في المغرب بشأنهما، ونأمل أن تثمر كل هذه الجهود قريبا بانتهاء محنتهما”، يقول علي بوشوشة لبوابة تونس.
على مدارج معهد الصحافة وعلوم الإخبار كان أحد أساتذتنا الأجلاء لا ينفك عن ترديد عبارة تختزل روح المهنة وإرثها الحقوقي، “الصحافة أيها السادة هي ورق وحبر وحرية”، وأي اختبار مناقبي يشد أزر الصحفيين ويصهر معدنهم الإنساني ويعمق ارتباطهم المبدئي بقيمة الكلمة وشرفها أعظم من شعلة الحرية ونورها.
أعادت تجربة عمر راضي وسليمان الريسوني الوهج للصحافة، كما ثبتت مكانة الصحفي ودوره الريادي في مجتمعه، ومهمته “الفدائية” تأصيلا لصوت المقهورين والمظلومين، ودفاعا عن هموم الأوطان وقضايا الشعوب.
أحيت تجربة عمر وسليمان ومن قبلهم الصحفي الجزائري خالد درار وكذلك توفيق بوعشرين وغيرهم، تقاليد التضحية في سبيل حق التعبير عن الرأي، وإرث معارك الحريات التي تزخر بها ذاكرة الصحافة في المغرب العربي، فكأنما أضحى السير على دروب الآلام والابتلاء قدرا لأبناء صاحبة الجلالة حتى تختمر التجربة والفكرة والعبرة.


أضف تعليقا