ثقافة

“سلوى” يتوّج بجائزتين في المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس

أسدل الستار مساء أمس السبت 12 مارس/ آذار الجاري بقاعة الفن الرابع بالعاصمة تونس عن فعاليات النسخة السابعة من المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان كرامة بتونس، بإعلان نتائج مسابقات جائزة أفضل فيلم روائي طويل، وأفضل فيلم روائي قصير، وأفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل فيلم وثائقي قصير.

وكما كان متوقّعا تحصّل الفيلم التونسي “سلوى” لإيناس بن عثمان على جائزة أفضل فيلم روائي قصير، وأيضا على جائزة أكتيف، وهي جائزة خاصة بجمعية أكتيف المنظمة للمهرجان تسلم لأحد الأفلام الأربعة الفائزة.

و”سلوى” الذي سبق عرضه في الدورة الماضية لأيام قرطاج السينمائية مقتبس عن قصة “وهم ليلة حب” للكاتب والروائي التونسي الأسعد بن حسين وبطولة الممثلة ريم البنا والممثل التونسي المقيم في دبي أحمد القاسمي.

ويسرد الفيلم في 18 دقيقة حكاية “بائعة هوى” تُحاول التحرّر من قيد بيع جسدها قسرا باحثة عن الحب الصادق لتصطدم بواقع مرّ، إذ يغوص الفيلم في عالم الدعارة ويعرّي جوانب خفية مأساوية من حياة بائعات الهوى.

وتقمّصت الممثلة ريم البنا شخصية “سلوى” باقتدار لتكشف لجمهور السينما الوجه الخفي لبائعات الهوى اللواتي تلاحقهنّ طوال حياتهنّ العيون المستنكرة علنا والمتحرشة سرا، خاصة من قبل الذكور، إلى جانب سياط الجلد والشتم دون أية محاولات للتعاطف معهنّ والبحث في حكاياتهنّ المحزنة التي قادتهنّ إلى المواخير اضطرارا وليس اختيارا.

ويسلّط الفيلم الضوء على لحظة فارقة في حياة سلوى، هي الأصعب في مشوارها، فحين تقرّر العودة إلى حياتها الطبيعية وتعشق من قلبها، يرفض المجتمع المكبل بالعيب والعادات أن يمنحها فرصة ثانية ويتقبلها متناسيا ماضيها، فتجد نفسها أمام واقع أبشع من الذي كانت تعيشه، إذ تجد أن معشوقها الذي أرادته لليلة واحدة أو ربما لبقية مشوار حياتها شرطيّ آداب ترصّدها ليأسرها، لينتهي الفيلم بسلوى وهي تلعن حظها العاثر في صمت متذكّرة طفولتها البريئة قبل أن تزل قدمها، في مشهد معبّر تحت تأثير موسيقى ثائرة قريبة من الهارد روك لكل من أيتما ونور الحركاتي.

أما في بقية مسابقات المهرجان نال الفيلم المصري “حمام سخن” جائزة أفضل فيلم روائي طويل، وهو فيلم للمخرجة منال خالد وبطولة حبيبة عفت ومنى هلا ومنى مختار ونعمة محسن وريم حجاب الذي تدور أحداثه حول سبع سيدات محاصرات على خلفية مواقف مختلفة في فجر يوم 26 جانفي/ يناير عام 2011، تدخل السيدات إلى بعض الأماكن المحاصرة والمغلقة، ويحاولن الخروج من هذا الحصار وفي خضم ذلك يمرّون بلحظات شديدة الخصوصية.

وذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل للفيلم التركي “جُمل لم تكتمل” للمخرج أدار بوزباي، في حين فاز الفيلم البريطاني “الرسالة الأخيرة لشاهين باغ” للمخرجين سيد حزيب علي وفرقان فريدي من بريطانيا بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير.

وشارك في المهرجان 19 دولة من أربع قارات، عرضت 29 فيلما من مجموع 2800 فيلم، وصلت لجنة الفرز في المهرجان.

وانفتح المهرجان هذا العام على الجهات التونسية ومن بينها توزر والقصرين وسوسة وبنزرت وقابس، بالإضافة إلى النقاشات التي تلت مختلف العروض والورشات، كما سعى المهرجان في دورته الجديدة إلى خلق ورشات تدريبية في مجالي حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والحال أن دورته المنتهية السبت أتت تحت شعار “حقوق المرأة، وحقوق الفئات المهمشة”.