قال السفير الفلسطيني بفرنسا سلمان الهرفي في حوار مع مجلّة “le point” الفرنسية إن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لم يكن مفاجئًا والاتصالات بين الجانبين موجودة بالفعل منذ مدّة.
وأضاف الهرفي أنّ هناك تعاوناً عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثيقاً بين البلدين، قائلًا “اذهب إلى ميناء حيفا وسترى السفن الإماراتية التي تقوم برحلات ذهابًا وإيابًا منذ سنوات” مشيرًا إلى أنّ الجديد هو إضفاء الطابع الرسمي على هذه العلاقات.
الإمارات لم تكن قط مع الفلسطينيين
وأشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة طالما أنها لا تتدخل في شؤونها، مضيفًا أن “الإمارات لم تكن قط إلى جانب الفلسطينيين” مستدلّا بتجميد الإمارات مساعداتها لمنظمة التحرير الفلسطينية إبّان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1985، قبل أن تقطعها تمامًأ إثر الغزو الأمريكي للعراق عام 1990.
وقال “الإمارات العربية المتحدة والبحرين تنتهكان ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وكذلك تنتهكان المبادرة العربية لعام 2002 وقرارات قمم جامعة الدول العربية، مضيفاً : “إسرائيليين أكثر من الإسرائيليين” مؤكّدًا في الآن نفسه أنه على ثقة تامة بأن شعوبهم لن تقبل هذا لفترة طويلة، على حدّ قوله.
وعبّر السفير الفلسطيني عن استغرابه من تسمية اتفاقية التطبيع بمعاهدة سلام قائلًا “عن أي سلام نتحدث؟ هل هذه الدول في حالة حرب؟ هل الدبابات الإماراتية في تل أبيب؟ ليست إسرائيل المحتلة، ولا الإمارات ولا البحرين، بل فلسطين مضيفًا “لقد قاومنا لمدة قرن ونحن مستعدون للمقاومة 100 عام أخرى”.
تقنين الاحتلال
كما سخر الهرفي من تذرّع الإمارات بوقف عمليّات الضمّ بالضفّة الغربية مشيرًا إلى أنّ “وقف الضم تمّ بمقاومة من الشعب الفلسطيني وبضغط دولي، لعب فيه الاتحاد الأوروبي دورًا أهم بكثير من الإمارات العربية المتحدة” وأنّ أبو ظبي ساعدت على “تقنين الاحتلال الإسرائيلي لا غير”.
ترامب لن يغير الوضعوأكّد سلمان الهرفي أنّ رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وإدارته وأموال الإمارات لن يغيروا الوضع على أرض الواقع لأنه حتى لو قام العالم بأسره بتطبيع علاقاته مع إسرائيل ، فسيظل الفلسطينيون يقاومون، وعندما يفتح المواطنون الإسرائيليون نوافذهم في الصباح، فسيجدون الفلسطينيين أمامهم.
وأفاد بأن اتفاق التّطبيع بإمكانه أن ينقذ نتنياهو من اتهامات الفساد، ويمنح دونالد ترامب بعض الأصوات في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية أو يسمح لمحمد بن زايد وأسرته بالتجول في شوارع تل أبيب، لكنّه لن يجلب السلام أو الأمن إلى العالم.