استنكر السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط انحياز “قناة العربية” للكيان المحتلّ من خلال صياغتها للأخبار المتعلّقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى مغالطات القناة وترديدها لمصطلحات الاحتلال المضلّلة على غرار “طرفي الصراع”.
نعم انتقدت المصطلحات المستخدمة في تقرير لقناة العربية والذي سبق المقابلة معي بدقائق. التقرير ساوى بين المُحتل والذي يقع تحت الاحتلال وبين الملايين في بريطانيا والعالم الذين يتظاهرون ضد الاحتلال والمئات الذين يتظاهرون دعمًا للاحتلال. الانتقاد لم يكن للاعلامية المرموقة ميسون عزام،… https://t.co/NgOnN9d7UC
— Husam Zomlot (@hzomlot) November 18, 2023
وقال أثناء مداخلة له على قناة العربيّة إنّه “لا يوجد طرفان، بل طرف واحد هو المحتل المعتدي الغازي، المستعمِر، المحاصِر والشعب الذي يقبع تحت الاحتلال، مصطلحات مثل حرب وما شابه ذلك غير لائقة فالمصطلح الأساسي هو عدوان حقيقي يرتقي إلى جرائم إبادة جماعيّة”، رافضه طريقة تقديم القناة السعودية لما يجري على الأرض.
جدل بين السفير ورئيس التحرير
وأعرب زملط عن استغرابه من مضمون تقرير بثته القناة حول المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني وغزّة عبر العالم يساوي بينها وبين بضع تحرّكات لا تكاد تذكر داعمة للكيان الصهيوني، فقال: “التعليق على تقريريكم (طرفا صراع)، وأن (المظاهرات كانت من الجانبين)، ما شهدناه غير مسبوق، خصوصا من الشعب البريطاني من نصرة للفلسطينيين ورفض للظلم والعدوان نحن نتحدّث عن طوفان بشري داعم لغزّة فأين المظاهرات الداعمة للاحتلال؟”.
وتفاعلا مع مداخلة سفير فلسطين في بريطانيا نفى مدير عام قناة العربيّة ممدوح المهيني في منشور على منصّة إكس انحياز القناة أو تبنّيها لأي رواية مشددا على التزامها بالقيم الاعلاميّة المهنيّة.
وقال المهيني: “نحن لا نتبنّى أي روايات كما ذكرت في مداخلتك ونلتزم بالقيم الإعلامية المهنية وذكر المعلومات في الإعلام لا يعني تبنّيها أو ترويجها ولكن من حق المشاهد أن يعرفها ويطلع عليها. هذا هو الدور الأساسي للإعلام الذي نلتزم به بشكل كامل”.
وأجابه السفير الفلسطيني: “نعم انتقدت المصطلحات المستخدمة في تقرير لقناة العربية والذي سبق المقابلة معي بدقائق. التقرير ساوى بين المُحتل والذي يقع تحت الاحتلال وبين الملايين في بريطانيا والعالم الذين يتظاهرون ضد الاحتلال والمئات الذين يتظاهرون دعمًا للاحتلال”.
يذكر أن حسام زملط حرص، خلال استضافته في عدة قنوات ووسائل إعلام غربية أثناء طوفان الأقصى على فضح ازدواجية الإعلام الغربي، الذي لا يتحدث عن الجرائم الإسرائيلية ويسعى بالمقابل إلى شيطنة المقاومة الفلسطينية.
فعلى قناة “بي بي سي” الفضائية، وعند سؤاله عمّا إذا كان يدين ما قامت به المقاومة الفلسطينية في عملية “طوفان الأقصى”، رفض الإجابة عن السؤال معتبرا أنه “سؤال خاطئ” وليس هو جوهر القضية، واستنكر مساواة الإعلام الغربي بين الجلاد والضحية وبين الاحتلال الإسرائيلي وضحاياه الفلسطينيين.
وعلى قناة “سي إن إن” سألته الصحفية كريستيان أمانبور هل يدين عملية “طوفان الأقصى”؟ فاستنكر تعامي المجتمع الدولي والإعلام الغربي عن مجازر إسرائيل وجرائم الحرب التي ارتكبتها، ودعا إلى تطبيق القانون الدولي ومحاسبة الاحتلال على جرائمه في حق الفلسطينيين.
داود الشريان.. العربية مشاهداتها متدنيّة ودعايتها بليدة
في السياق ذاته شن الإعلامي السعودي الشهير داود الشريان، هجوما عنيفا على قناة “العربية” المملوكة للحكومة السعودية.
اعتقد ان #قناة_العربية اصغر من التعبير عن #السعودية ، و لاتعرف حجم #الرياض ومكانتها العربية والاسلامية ، ودورها المحوري في ادراة ازمات المنطقة . قناة العربية مشاهداتها متدنية ، وهي تمارس دعاية سياسية بليدة ، تعد سابقة في الغباء المهني والخور .
— داود الشريان (@alshiriandawood) November 18, 2023
الشريان، وهو نائب مدير سابق في القناة، قال في تغريدة عبر “إكس”: “أعتقد أن قناة العربية أصغر من التعبير عن السعودية، ولا تعرف حجم الرياض ومكانتها العربية والإسلامية، ودورها المحوري في إدارة أزمات المنطقة”، مضيفا: “قناة العربية مشاهداتها متدنية، وهي تمارس دعاية سياسية بليدة، تعد سابقة في الغباء المهني والخور”.
وردّا على تصريحات الشريان أجاب مدير عام قناة العربيّة في منشور على منصة إكس: “شبكة العربية هي الأكثر مشاهدة ولو طلبت المعلومات الموثّقة سأرسلها لك بكل رحابة صدر “، مضيفا: “تعرف أن العربية مهنية وتلتزم بهذا الخط حتى في أكثر الأوقات صعوبة. ورغم أنه سهل علينا أن نتلاعب بالجماهير ونزيّف المعلومات ونحرّك العواطف ونركب الموجة الشعبوية ولكننا لا نفعل لأننا نحترم المشاهدين ونحترم أنفسنا ونصر على هذا الخيار حتى لو تعرضنا للمزايدات والتخوين كما يحدث هذه الأيام”.
وتتزامن تغريدة الشريان مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان في بداية العدوان انتقد وسائل الإعلام والإعلاميين الذين يحاولون ربط إيران بحركة “حماس”، قائلا إنّهم ينسون طوال الوقت أن طهران تحتل جزرا إماراتية، وتتحكم بقرار أربع عواصم عربية، ويتذكر خبث وخطورة دخول إيران على خط الصراع العربي الإسرائيلي عندما تبدأ إسرائيل في هدم البيوت على رؤوس الشعب الفلسطيني”.