قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مساء الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول، إنّ التطاول على الدولة ورموزها يرتقي إلى “مرتبة التآمر على أمنها الداخلي والخارجي”، مشدّدا على هذا الأمر لا يمكن أن يبقى دون جزاء في إطار القانون.
وأضاف سعيّد في اجتماع ضم ّرئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزير الداخلية توفيق شرف الدين ووزيرة العدل ليلى جفال وعددا من القيادات الأمنية والعسكرية، أنّ “من يسعى إلى ضرب الدولة من الداخل وضرب السلم الأهلي، سيتحمّل مسؤوليته كاملة”.
واتّهم سعيّد بعض الأطراف باختلاق الأزمات للتحريض على مؤسّسات الدولة، مضيفا: “لو كانوا بالفعل وطنيين لتقدّموا بمبادرات لإصلاح بعض الأوضاع”.
وقال سعيّد إنّ “من كانوا خصماء في الماضي وصاروا اليوم حلفاء، يعتبرون الدولة ومقدّرات الشعب غنيمة”.
وتابع سعيد: “إنّ عمقنا الشعبي أكبر بكثير من عمقهم الشعبي”، معتبرا أنّ من “حصل على مقعد نيابي ببضع مئات من الأصوات، لا يمكنه أن يتحدّث عن مصير دولة وشعب”.
وفي السياق ذاته، أشار سعيّد إلى أحد الأشخاص “توعّد باغتياله”، ومع ذلك فإنّه يتجول بكل حرية كغيره من الأشخاص ويتنقل إلى الخارج تحت حماية الأمن.
الانتخابات التشريعية
وعلّق الرئيس سعيّد على الدور الأول من الانتخابات التشريعية، معتبرا أنّ نسبة المشاركة التي بلغت 12% أفضل من نسبة 99% في الانتخابات التي كانوا يشاركون فيها في السابق، “وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج رغم أنّهم كانوا يعلمون أنها مزورة”.
وعلى صعيد آخر، وصف الرئيس سعيد البعض ممن يتباكون على حرية التعبير بـ”المرتزقة”، قائلا إنّ عددا من المحليين والخبراء بوسائل الإعلام استفادوا من هبة قُدّمت إلى رئاسة الحكومة تقدّر بـ40 مليون دينار سنة 2017.
وأضاف سعيّد: “لا هم بمحلّلين ولا هم بخبراء، بل هم مرتزقة ارتموا في أحضان الخارج”.
ووجّه سعيّد الدعوة إلى “القضاة الشرفاء” لتحمّل مسؤولياتهم في تطبيق القانون، وعدم التسامح مع من يحاولون تطويع القانون لتمكين المحتكرين والمهرّبين والمجرمين من الإفلات من العقاب، حسب قوله.
فاجعة جرجيس
وتحدث رئيس الجمهورية عن فاجعة قارب الموت في مدينة جرجيس التي جدّت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا: “إن القارب كان مثقوبا ولا يتسع إلا لسبعة أشخاص”، ومع ذلك أصرّ منظّم رحلة الهجرة غير النظامية على الانطلاق به.
وحسب المعطيات التي تحدّث عنها سعيّد، فإنّ ضحايا مركب جرجيس وقع إغراقهم، كما دُفنت جثة الضحية الأولى دون تشريح، قبل أن يقع لاحقا استخراج بقية الجثامين “بهدف تأجيج الأوضاع”.
شدّد سعيّد على أنّ المسؤول عن فاجعة المركب سيتحمّل المسؤولية.