رياضة

سجل الأفارقة في المونديال… ملاحم وخيبات

من أجل خمس بطاقات تأهل لمونديال قطر، تتنافس 10 منتخبات إفريقية هذا الأسبوع ضمن الدور الحاسم والأخير من التصفيات. رغم التاريخ الكبير للكرة الإفريقية والأسماء اللامعة التي أنجبتها منذ سبعينيات القرن الماضي، يعتبر سجل الأفارقة في المونديال متواضعًا جدا، إذ تُعد انتصاراتهم على أصابع اليد الواحدة.

مصر دون انتصار

كانت مصر أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في كأس العالم عندما لعبت مونديال إيطاليا عام 1934 وتكبدت هزيمة أمام المجر برباعية مقابل هدفين وغادرت منذ الدور التمهيدي. وسجل هدفي الفراعنة في تلك الدورة اللاعب عبد الرحمان فوزي.

وانتظر الجمهور المصري أكثر من 50 عاما لرؤية منتخبه في كأس العالم، حينما تأهل جيل محمود الخطيب والجوهري والبقية إلى دورة 1990 بإيطاليا.

رغم الخروج منذ الدور الأول، كانت مشاركة مصر مرضية لجماهيرها نظرا لمنافسيها في المجموعة، إذ تعادلت مع هولندا وانهزمت أمام كل من إنجلترا وإيرلندا.

بعد 28 عاما من تلك المشاركة عادت مصر إلى المونديال في روسيا عام 2018، لكنها فرّطت في التأهل لأنها كانت قادرة على تحقيق انتصار على الأقل، في مجموعة ضمّت كلا من السعودية وروسيا والأوروغواي، واكتفت بتعادل وهزيمتين.
ويسعى زملاء محمد صلاح إلى التأهل لمونديال قطر عندما يقارعون بطل إفريقيا السنيغال، وهي أقوى المواجهات في هذا الدور.

نسور قرطاج وتحدي الدور الثاني
شارك المنتخب التونسي في خمس مناسبات في كأس العالم لكرة القدم، لكن أفضل مشاركة كانت الأولى سنة 1978 بالأرجنتين، كما يُطلق عليها الجمهور التونسي بالملحمة. مشاركة تونس مع جيل طارق ذياب والصادق عتوقة ومختار ذويب وعلي الكعبي ومختار النايلي وتميم الحزامي وغيرهم، كانت إيجابية بعد أن حققت أول انتصار عربي وإفريقي في المونديال، بعد هزم المكسيك بثلاثية تاريخية، إضافة إلى تعادل مع بولندا وهزيمة أمام ألمانيا الغربية.

تلك المشاركة التونسية مكنت إفريقيا من مقعد إضافي في كأس العالم.

تونس عادت إلى كأس العالم سنوات 1998 و2002 و2006 و 2018، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال بعد الفشل في التأهل للدور الثاني المنشود، واكتفت بانتصار على بنما في آخر مشاركة بروسيا.

ولعبت تونس 15 مباراة، فازت مرتين وتعادلت 4 مرات، وخسرت في 9 مناسبات. وسجل نسور قرطاج  13 هدفا وتلقوا 25 هدفا.
ويعمل زملاء يوسف المساكني على الحضور في المونديال القطري ومطاردة حلم تجاوز دور المجموعات، عندما ينافسون نسور مالي الخضر.

ملحمة خيخون وتأهل البرازيل

لعبت الجزائر 4 كؤوس عالمية سابقا سنوات 1982 و1986و2010 و2014 وكانت أفضل نتائجها في مونديال البرازيل عندما بلغت الدور السادس عشر إثر التأهل عن مجموعة ضمن كوريا الجنوبية وروسيا

وبلجيكا.
وقدم الجزائريون مباراة تاريخية في الدور الثاني أمام العملاق الألماني بطل تلك البطولة.

وقبل 2014 يذكر الجزائريون مشاركة تاريخية في إسبانيا عام 1982 أو ما يُعرف بملحمة خيخون عندما كانوا قريبين من التأهل لولا تعرضهم لمؤامرة كان بطلها منتخب ألمانيا.

وتقارع الجزائر بجيلها الذهبي الحالي المنتخب الكاميروني من أجل مقعد في حدث قطر.

الكاميرون الأكثر مشاركة

يعد المنتخب الكاميروني من أفضل المنتخبات الإفريقية تمثيلا في كأس العالم خلال مشاركاته السبع، وهو أول منتخب إفريقي يبلغ الدور ربع النهائي من خلال دورة إيطاليا عام  1990 بقيادة العجوز روجي ميلا. ولعبت الأسود التي لا تروّض 23 مباراة في المونديال، فازت في 4 لقاءات وتعادلت في 7 وخسرت  12 مواجهة، مسجلة 18 هدفا واستقبلت 43 هدفا.

غانا أضاعت الحلم

رغم مشاركاته الثلاث، كان المنتخب الغاني أقرب منتخبات إفريقيا لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، عندما كانت تفصلها عن الدور نصف النهائي ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة أمام الأوروغواي في جنوب إفريقيا عام 2010، لكنها اكتفت بربع النهائي.

النجوم السوداء التي خفت بريقها في السنوات الأخيرة ستواجه جارتها نيجيريا من أجل العودة إلى كأس العالم.

جيل السنيغال 2002 لا ينسى 

يعد المنتخب السنيغالي الأوفر حظّا من بين المنتخبات الإفريقية التي لعبت المونديال، إذ أُتيحت له فرصة التأهل للدور الثاني في مشاركاته الثلاث، لكن سجله الذهبي يدوّن فقط دورة كوريا واليابان عام 2002 عندما حقق المفاجأة وهزم حاملة اللقب فرنسا من الدور الأول، وأقصى السويد في الدور السادس عشر، لكنه انسحب في ربع النهائي.
السنيغال بطل إفريقيا منذ شهرين، يريد استثمار معنوياته المرتفعة وترسانة نجومه للتأهل للمونديال وتجديد العهد مع الإنجازات.

نيجيريا أفضل سفير لإفريقيا

من ست مشاركات سابقة، حققت نيجيريا التأهل للدور الثاني في ثلاث مناسبات سنوات 1994 و1998 و2014، وهي أفضل منتخب مثل القارة السمراء في المونديال.

مشاركات النسور الممتازة كانت ملفتة بفضل أجيالها العالمية، خاصة جيل 1994 و1998، فقد سجلت 23 هدفا في المونديال وحققت الانتصار في 6 مباريات.

المغرب… منتخب 1986 لا ينسى

بالنسبة إلى المنتخب المغربي فقد لعب المونديال في 5 مناسبات، لكن المشاركة الأفضل كانت الثانية عام 1986 بالمكسيك مع جيل يقوده العملاق بادو زاكي.

في تلك المشاركة حقق أسود الأطلس التأهل للدور الثاني كأول منتخب عربي.

إلى جانب تلك المشاركة المميزة، لعب المغرب سنوات 1970 و1994و 1998 و2018، وقد حقق الفوز في مباراتين، مسجلا هدفا بقيادة البوسني هاليلوزيتش.

ينافس المنتخب المغربي منتخب الكونغو الديمقراطية في طريق مونديال قطر، منافس سبق وأن شارك في المونديال عام 1974 تحت مسمى الزايير وغادر بثلاث هزائم.

مالي دون رصيد
أما المنتخب المالي منافس تونس، فيطارد التأهل الأول للمونديال.