لايف ستايل

زيت “شربان” يغزو الأسواق العالمية … قصة حب كريمة البدوي لموطنها

رغم أن أمها بلجيكية وأباها تونسي وعاشت فترة طفولتها وشبابها في بلجيكا، فإن حنينها إلى جذورها وأصلها دفعها إلى العودة نهائيا إلى مسقط رأسها بمعتمدية شربان في ولاية المهدية شرق تونس، لإنجاز مشروع ترد به الاعتبار لوالدها ومنطقتها التي تعتز بانتمائها إليها.


زيت و لوز “شربان” في الأسواق العالمية 

كريمة البدوي ارتقت بزيت زيتون بلادها شربان إلى العالمية، فهي صاحبة مشروع إنتاج زيت الزيتون البيولوجي “شربان” الذي يحمل اسم مسقط رأسها وكذلك مشروع إنتاج لوز “العشاق” والذي يحمل كذلك اسم شربان الذي تفتخر به.


منذ 4 أعوام قررت كريمة البدوي العودة إلى بلدها تونس وتحديدا إلى المدينة الريفية شربان التي تبعد عن مدينة المهدية 65 كيلومترا والمعروفة بإنتاجها الفلاحي من زيت زيتون رفيع ولوز مميز، وقالت في تصريح خاص بموقع بوابة تونس الخميس 52 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، إن عودتها كانت رغبة والدها الذي توفي منذ عام تقريبا،  لتعمير أرض “الجدود” التي تبلغ مساحتها 44 هكتارا.


هدية والدها في ذكرى عيد مولده 

وأضافت محدثتنا أنها قررت في ذكرى عيد ميلاد والدها مفاجأته بقرار عودتها إلى شربان وإنجاز مشروع فلاحي في الأرض التي اشتراها والداها منذ ما يزيد عن 35 عاما، وفكرت في إنتاج زيت الزيتون البكر الذي يعد من الخصائص الزراعية للمنطقة، وأطلقت على الزيت اسم “شربان”.


وأنشأت كريمة معصرة زيتون عصرية وانطلقت في مشروعها لتحقيق رغبة والدها، وعبرت عن فرحتها التي لا توصف حين نجح مشروعها منذ العام الأول، وهو ما زادها شجاعة ومثابرة على تطوير مشروعها. فمنذ عامين بدأت كريمة في إنتاج زيت الزيتون البيولوجي وتصديره إلى الأسواق العالمية على غرار فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد وسويسرا، مؤكدة أنها ستقوم في الفترة المقبلة بتصدير منتوجاتها الفلاحية إلى اليابان وقطر.


إيمان بقوة الفلاحة التونسية

مشروعها فريد من نوعه بكل ما في الكلمة من معاني، فقد اختارت كريمة الغلاف الخارجي لمنتجاتها بعناية فائقة. زيت الزيتون يتم سكبه في قوارير بلورية خضراء اللون وتحمل العلامة التجارية “شربان” على غلافها أبيض اللون، أما اللوز فوضع في أكياس ورقية ترابية اللون وتحمل كذلك العلامة التجارية “شربان”.


وذكرت أنها اختارت مع والدها الغلاف الخارجي والقوارير البلورية، كما تحدثت كريمة عن مرافقة والدها لها في كل خطوات المشروع بكل أسف، فقد فارقها بعد 3 سنوات فقط من إطلاقه. لكنها تشعر بالفخر والفرح لأنها استطاعت تحقيق حلمه قبل وفاته.     

كريمة عاشت 26 عاما من عمرها في بلجيكا وكان اختصاص دراستها الترجمة، فقد عملت مترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الإيطالية في عديد البلدان على غرار سنغافورة وفرنسا … لكن شغفها بالأرض وحب الوطن وتنفيذ رغبة والدها دفعها إلى تلقي دورات تكوينية مكثفة في الزراعة وخاصة في  زراعة الزيتون واللوز حتى حلقت نحو العالمية بمنتجاتها المميزة بطعم فريد ومذاق رائع يعشقه كل من يتذوقه. 

وقالت محدثتنا إن زيت الزيتون واللوز “الشرباني” من ألذ وأطيب أنواع الزيت واللوز في العالم، حتى إنها أرادت أن يستمتع العالم بالمذاق الساحر والفريد لمنتجاتها الزراعية، وعبرت كذلك عن رغبتها في تصدير منتجاتها إلى كل بلدان العالم. 

الشابة ذات النشأة الأوروبية آمنت حقا بقوة الفلاحة التونسية واستثمرت فيها وكسرت حاجز الخوف وحاربت الفشل وكرست حياتها لاستثمار قطعة أرض  من روح والدها ودعواته الصادقة وصبرها الكبير، فحولتها إلى مشروع فريد ومميز يحلق في سماء العالمية والشهرة.