انطلقت، الثلاثاء 5 جانفي (يناير) 2021 الدورة 41 للقمة الخليجية بمدينة العلا السعودية. اجتماع القادة الخليجيين يأتي هذه السنة في ظرف إقليمي استثنائي بعد التطورات التي جرت خلال الـ 24 ساعة الماضية بعد أن أعلنت الرياض فتح مجالها الجوي وحدودها مع قطر لأول مرة منذ ثلاث سنوات وهي خطوة مهمّة في طريق المصالحة بين الدوحة من جهة ودول الحصار السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر من جهة ثانية.
لم الشمل الخليجي
ويحضر قادة دول مجلس التعاون الخليجي بمدينة العلا السعودية من دول الكويت وعُمان يتقدّمهم أمير قطر تميم بن حمد آل ثان الذي مثل حضوره حدثا ملفتاً بعد سنوات من الغياب بسبب الحصار المفروض على قطر وكان في استقباله ولي العهد محمد بن سلمان.
فيما يغيب حاكم دولة الإمارات محمد بن زايد الذي أرسل حاكم دبي محمد بن راشد. ويغيب ملك دولة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وينوبه ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
كما يمثل دولة الكويت في القمة الأمير نواف بن أحمد الجابر الصباح وعن مصر وزير الخارجية سامح شكري بصفته ممثل إحدى دول الحصار. ويترأّس نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود آل سعيد.
وتسجّل القمّة الخليجية حضور مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومبعوث الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش وبرايان هوك المستشار الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية.
ترحيب حذر بالمصالحة
بوساطة كويتية أُذيبت أولى جدران الجليد بين قطر ودول الحصار بإعلان فتح المجال الجوي والحدود بين الرياض والدوحة، مساء الاثنين 4 جانفي.
خطوة لاقت ترحيبا كويتيا بعد تتويج جهود الأمير الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح ومن بعد الملك نواف، حيث أكّد وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح إثر إعلان فتح الحدود بين السعودية وقطر على ضرورة وحدة الصف العربي الخليجي على كلمة واحدة وهو ما جاء في الكلمة الافتتاحية لملك الكويت خلال القمة.
بدوره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكّد حرص المملكة على أن تكون القمة الخليجية “جامعةً للكلمة موحدةً للصف ومعززةً لمسيرة الخير والازدهار”.
أما مجلس التعاون الخليجي فقد استبشر بفتح الحدود ويتطلّع إلى تعزيز البيت الخليجي وتقويته، والنظر إلى المستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات، حسب تصريح أمينه العام نايف الحجرف.
الموقف الإماراتي رحّب بإعلان فتح الحدود حيث أشار وزير الخارجية الإماراتي أنو قرقاش إلى أن قمة العلا السعودية ستكون فرصة لإعادة اللحمة الخليجية وقال في تغريدةٍ عبر توتير: “نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العُلا، نعيد من خلالها اللُّحمة الخليجية، ونحرص عبرها على أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى”. وأضاف: “أمامنا المزيد من العمل، ونحن في الاتجاه الصحيح”.
هل تنهي قمة السعودية الأزمة الخليجية نهائياً؟
رجّحت وسائل إعلام أمريكية من خلال تصريحات مسؤولين أمريكيين مطلعين على المفاوضات الخليجية أن يتم الإعلان عن اتفاق لحل الأزمة بين قطر دول الحصار الثلاثاء 5 جانفي. وقد يكون حضور المستشار الأمريكي جاريد كوشنر في السعودية من أجل إتمام المهمة.
كما رجّحت تقارير إعلامية أمريكية فرضية تأجيل الاتفاق النهائي بسبب عدم توفّر شروط المصالحة الشاملة، مؤكّدة أن القمة الخليجية قد تثمر بعض الخطوات الإيجابية لكن عودة العلاقات إلى طبيعتها أمر مؤجّل خاصة مع غياب الممثل الأول لدولتي الإمارات والبحرين المعنيتين بالانضمام إلى السعودية في المصالحة.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إنه على قطر التخلي عن الدعاوى القضية التي رفعتها ضد دول الحصار إذا ما أرادت أن تعود العلاقات إلى طبيعتها، وفق تصريحه لرويترز.
نفس المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أفاد بأن الإمارات والسعودية وافقتا على إسقاط الشروط الـ 13 التي فرضتاها على قطر عند إعلان الحصار قبل ثلاث سنوات. وللتذكير فإنه من بين الشروط كانت إغلاق قناة الجزيرة وتقليص التعاون مع إيران.