على الرغم من التقارب القطري السعودي المستمر منذ القمة الخليجية بالعلا عام 2021، والذي بلغ ذروته خلال افتتاح بطولة كأس العالم 2022 بالدوحة، عبر حضور ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وهو يرتدي وشاحا قطريا إلى جانب الأمير تميم بن حمد آل ثاني في مشهد لا تخفى دلالاته الودية، إلّا أنّ صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت عن “توتّر خفي” في العلاقات، نشب على خلفية البثّ الخاصّ بمباريات المونديال وبات مرشّحا لمزيد التّصعيد.

ويأتي التوتّر بين الدوحة والرياض عقب حظر بثّ منصّة “تود تي في” التابعة لشبكة “بين سبورت” القطرية في السعودية، ما تسبّب في حرمان ملايين المشاهدين المشتركين من مواكبة المقابلات حتى الآن.

وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أنّ عملية وقف بثّ المنصّة التابعة لـ”بين سبورت”، المالكة لحقوق بثّ البطولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، جاءت قبل ساعة واحدة من حفل الافتتاح.

وأضاف تقرير “نيويورك تايمز”: “نتيجة هذا الحظر لم يشاهد ملايين السعوديين حضور ولي العهد محمد بن سلمان، الذي كان يرتدي وشاحا قطريا، على مقعد بجوار رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو”.

قرار وقف منصّة “تود تي في” جاء بقرار من وزارة الإعلام السعودية -وفق ما نقله التقرير- والتي وجّهت إعلاما للمشتركين من مواطنيها الذين لم يتمكّنوا من الدخول إلى حساباتهم، لتخبرهم بوقف بثّها بسبب “انتهاك غير محدّد للوائح”.

الإجراء السعودي أصاب مسؤولي الشبكة القطرية بـ”صدمة كبيرة”، ما دفعهم إلى إجراء اتّصالات واسعة مع الاتّحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ومحاولة الضغط على وزير الرياضة في السعودية لإيجاد طريقة لرفع الحظر عن خدماتها، لكنّها لم تعرف حتى الآن سبب اتّخاذ قطع الخدمة الذي يحرمها من مداخيل مالية مهمّة بمناسبة المونديال.

كما لفت التقرير في السياق ذاته، إلى أنّ وقف بثّ المنصّة جاء متناقضا مع توجيه محمد بن سلمان إلى جميع مؤسّسات الدولة السعودية لدعم قطر في جهودها لاستضافة كأس العالم.

وتساءلت الصحيفة الأمريكية عن التّبعات المتوقّعة لهذا “التوتّر الغريب في العلاقات بسبب أزمة بثّ المباريات”، خاصّة أنّه يأتي في وقت تستعدّ فيه السعودية لشراء حصّة من أسهم شبكة “بين سبورت”.

وأضافت “نيويورك تايمز”: “بعد تحسّن العلاقات بدأت السعودية تدرس شراء حصّة في شبكة بيين سبورت. وقد وقّعت بالفعل اتّفاقية تسويق بقيمة 130 مليون دولار مع الجانب القطري”.

ولم تتمكّن شبكة “بين سبورت” من الإجابة عن استفسارات المشتركين، بسبب قطع البث.