على أكثر من قناة فضائية تابع الجمهور العربي، مع بداية شهر رمضان، مسلسل “رسالة الإمام” الذي يخوض به الفنان المصري خالد النبوي، هذا العام، المنافسة الدرامية، وهو مسلسل تاريخي يتناول سيرة الإمام الشافعي، أحد أشهر علماء الفقه والتفسير.
والمسلسل الذي يُعرض حاليا على قنوات “الحياة”، “سي.بي.سي”، “دي.إم.سي”، و”دي.إم.سي دراما” يُشارك فيه كلّ من الممثّلين أروى جودة، نضال الشافعي، حمزة العيلي، خالد أنور، أحمد الرافعي، سلمى أبوضيف، خالد القيش، فرح بسيسو، ومحمد العمروسي، أما الإخراج فهو للسوري ليث حجو، وهو مؤلف من 15 حلقة فقط.
وتدور أحداث المسلسل في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث هـ، حيث كانت مصر تشهد صراعا على السلطة في هذه الفترة إلى جانب محاولات انفصالية وتشتّت مذهبي وضغوط اقتصادية، وفي وسط تلك الظروف يصل إلى مصر الإمام محمد بن إدريس الشافعي ليُسهم بعلمه وشخصيته وحضوره في تخطّي مصر لهذه الصعاب، كما يُعيد استكشاف حياته ومواقفه وقناعاته.
ويُركّز المسلسل على آخر سنوات حياة الإمام في ظل المتغيّرات التي شهدتها مصر منذ أكثر من ألف عام، ومدى تأثيره في الحضارة المصرية، حيث أكّد محمد هشام عبية، المشرف العام على كتابة العمل، أنّ “المسلسل يتناول آخر 6 سنوات من حياة الإمام الشافعي، والتي قضّاها في مصر، وتأثّره بالحضارة المصرية”.
وكانت شركة ميديا هب سعدي-جوهر، المُنتجة لمسلسل “رسالة الإمام” قرّرت الاستعانة بمُراجع تاريخي لازم فريق المسلسل طوال فترة التصوير، إضافة إلى مراجعة الحلقات بشكل مُستمرّ من قبل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وكذلك وجود مراجع لغوي للسيناريو، لاسيما أنّه يتمّ تقديم العمل باللغة العربية الفصحى والعامية المصرية.
وتعرّض المسلسل منذ الإعلان عن إنتاجه خصيصا لعرضه في رمضان الحالي للعديد من الانتقادات، حيث رأى فنانون مصريون أنّه لا يوجد مبرّر لتجسيد سيرة الإمام الشافعي، حيث تمّ تقديمها من قبل في مسلسل عُرض في عام 2007، حمل اسم “الإمام الشافعي” وقام ببطولته إيمان البحر درويش.
والإمام الشافعي، هو أبوعبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة.
وتقول مصادر تاريخية إنّه عاش يتيما وفقيرا انتقلت به أمه إلى مكة وهو صغير لا يُجاوز السنتين، كانت حياتهما صعبة، لكن أمه حفظت وصيّة أبيه وحثّته على العلم، حفظ القرآن، ثم أخذ يتعلّم اللغة والأدب والشعر حتى برع في ذلك كله، وانتقل بعد دراسته بمكة إلى المدينة وتتلمذ على يد الإمام مالك بن أنس الذي أُعجب بفطنته فقرّبه إليه.
وعُرف الشافعي بأنّه فصيح اللسان بليغا، انتقل إلى العراق حيث اطّلع على علم أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مصر حيث أصبح إماما له مذهبه المستقل ومنهجه الخاص به، إلى حين وفاته سنة 204 هـ.