أظهر تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن ربع الأسرى في سجون الاحتلال أصيبوا بـ”الجرب” خلال الأشهر الأخيرة، حسب اعتراف إدارة سجون الاحتلال، ردًّا على التماس قدمته عدّة منظمات حقوقية.
وتناقش المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الاثنين، الالتماس الذي قدمته منظمات حقوقية، بسبب انتشار المرض بشكل كبير في صفوف الأسرى، خاصة أن إدارة سجون الاحتلال لا تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض، وسط شكاوى من الأسرى بسوء الرعاية الطبية، وعلى خلفية الاكتظاظ الشديد في السجون.
ويقبع اليوم في سجون الاحتلال نحو 23 ألف أسير، وعددهم أعلى بنسبة 60% من العدد الذي تسمح به سعة تلك السجون حسب المعايير المعتمدة (وهو 14500).
وأوضحت المنظّمات الحقوقية في التماسها، أنه تم إلغاء لقاءات الأسرى المرضى بالجرب مع محاميهم، وتأجيل حضورهم الجلسات، رغم عدم وجود أي مبرّر طبي لهذه الإجراءات، التي تشكل انتهاكًا لحقوق الأسرى.
وقدمت المنظمات إلى المحكمة الإسرائيلية محاضر عشرات الجلسات في المحاكم العسكرية التي تم إلغاؤها بسبب قول مصلحة سجون الاحتلال، إن الأسرى مرضى، ويجب عزلهم.
وادّعت مصلحة السجون أنه لا توجد سياسة تمنع الأسرى من مقابلة محاميهم، أو أمر بتأجيل جلسات الاستماع في المحاكم بسبب تفشّي المرض.
وأشارت إلى أنه وفي عدة أيام، تم تأجيل لقاءات مع محامين للأسرى في سجنَي نفحة وريمون بسبب تفشي مرض الجرب، كما تم تأجيل العديد من جلسات المحكمة.
ونقلت هآرتس عن مصدر في مصلحة السجون، أن “علاج تفشّي المرض، كان حتى وقت قريب يتمّ التعامُل معه بشكل فرديّ في كل سجن”.
وجاء في ردّ مصلحة السجون على الالتماس، أنه “يوجد اليوم ما مجموعه 1704 أسرى مصابون بالجرب في السجون”.
ولفتت إلى أن المراكز الرئيسية لتفشّي المرض، هي سجون مجدو وكتسيعوت ونفحة وريمون.
وادّعت إدارة سجون الاحتلال أن السبب الرئيسي لتفشي مرض الجرب، هو العدد الكبير من المعتقلين الجدد من غزة والضفة الغربية، الذين أصيبوا بالجرب حتى قبل وصولهم إلى السجون، وتم إدخالهم إليها قبل ظهور الأعراض عليهم.
وأشارت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، إلى أن الأسرى أبلغوها بعدم وجود غسالات في السجون، وأنه لم يتم منحهم ما يكفي من الملابس، ولا من وسائل التنظيف كذلك.
وقال الشاب مرشد، وهو أسير محرر من بلدة الرام شمال القدس المحتلة، لهآرتس إنه أصيب بالجرب في شهر ماي الماضي أثناء وجوده رهن الاعتقال الإداري في سجن رامون.
وأضاف: “كان هناك مرض الجرب الذي انتشر بشكل غير طبيعي. حاولنا أن نطلب منهم فصل السجناء المرضى عن غير المرضى، لكنهم لم يفعلوا ذلك إلا في شهر جويلية.
وذكر مرشد أنه في زنزانته، التي كان من المفترض أن تؤوي 6 أسرى، كان هناك 10 محتجزين وكان بعضهم ينام على الأرض، وقال “عندما طلبنا العلاج قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت. في البداية لم يعطونا سوى الباراسيتامول”، وبعد بضعة أسابيع فقط تم إعطاؤهم مرهمًا لعلاج الجرب.
وأضاف أن طبيب الأمراض الجلدية لم يأتِ لرؤية المرضى إلا في الشهر الماضي بعد حوالي 4 أشهر من إصابتهم بالجرب.
وقال مرشد إنه بعد إطلاق سراحه توجّه إلى تلقي العلاج في أحد المستشفيات المحلية، حيث مكث هناك مدة يومين ثم واصل العلاج في منزله.
وأكد أنه حتى عندما كان في سجن كتزيوت، قبل انتقاله إلى سجن رامون، التقى عددا من الأسرى المصابين بالجرب، وكانت الظروف الصحية هناك صعبة للغاية، وفي بداية العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 لم يستحم الأسرى مدة شهر، بسبب إجراءات الاحتلال.