تونس سياسة

راضون ومتذمرون وساخرون…هكذا علّق ساسة ومواطنون على إجراءات المشيشي

مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الأيام الأخيرة إلى مستويات تنذر بالخطر الوشيك، خرج رئيس الحكومة هشام المشيشي مساء السبت 3 أكتوبر في خطاب إلى الشعب التونسي للإعلان عن قرارات صارمة للحدّ من تفشّي الوباء.

معتقلو 25 جويلية


أغلب المتابعين رجّحوا إمكانيّة إعلان المشيشي حظر التجول الجزئي حلاً لمجابهة كورونا، إلّا أنّ رئيس الحكومة أعلن عن منح الولايات التي تشهد تفشياً للوباء صلاحيات إعلان إجراءات استثنائية وإجبارية ارتداء الكمّامات والصرامة مع مخلافي إلزامية ارتدائها والعودة إلى العمل بنظام الحصة الواحدة بالوظيفة العمومية. كيف استقبل السياسيون هذه القررات؟  

 “الحصة الواحدة ستخلق اكتظاظاً”
القيادي في حركة تحيا تونس وليد جلاد انتقد في تدوينة نشرها على حسابه بموقع فيسبوك، قرارات رئيس الحكومة قائلًا “إن إقرار نظام الحصة الواحدة سيساعد على انتشار الفيروس…لأنه سيؤدي إلى اكتظاظ في وسائل النقل العمومي ومؤسسات الخدمات كالبريد وغيرها.”

وأشار جلّاد إلى أن “الدولة تعوّل على وعي المواطن والمواطن يعول على وعي الدولة” مضيفًا تقريبا “انتهت حلول الأرض وتركنا الأمر لحلول السماء”.


منصر يسخر
الكاتب والسياسي عدنان منصر عبّر عن سخريّته من الشعار الّذي رفعه رئيس الحكومة في ختام خطابه حين قال “تونس تعيش”، حيث وصفه بأنّه أفقر وأتفه شعار قاله رئيس حكومة في تاريخ البلاد على حدّ قوله.


 وأضاف منصر أنّ المشكل الحقيقي يكمن في عدم قدرة التونسيين على الاتفاق بشأن رئيس حكومة يكون لديه زاد فكري ومعرفي عميق وقادر على إنتاج جملة فيها معنى حسب رأيه معبّرًا أنّه لا ينتظر شيئًا من هذه الحكومة.


خطاب مقنع
أمّا الأكاديمية وأستاذة تحليل الخطاب السياسي سلوى الشّرفي فعبّرت عن إعجابها بخطاب المشيشي، حيث دوّنت في صفحتها الرسمية على فيسبوك أنّها شعرت أخيرًا أنّها تستمع إلى رئيس دولة، مشيرةً إلى أنّه لم يقل أي كلمة بالدارجة لكن تشعر أنه يتحدّث وكأنها دارجة.وأضافت الشرفي “كلام نظيف رزين شفاف بقطع النظر عن عمقه ومحتواه”.

الجرأة المفقودة

روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن خيبة أملهم من خطاب رئيس الحكومة حيث كانوا ينتظرون قرارات أكثر جرأة، خاصّة وأنّ المشيشي لم يلتفت، حسب تعبير البعض، إلى القطاع الخاص الّذي يمثّل حوالي ثلثي اليد العاملة النشيطة في تونس.


من جهة أخرى، انتقد آخرون غياب الجرأة في أخذ القرار واتهموا المشيشي بالانحياز التام إلى منظّمة الأعراف على حساب التّونسيين العاملين في القطاع الخاص وعدم قدرته على اتخاذ قرارات من شأنها أن تعالج سير العمل رغم الوضع الوبائي الكارثي.

وأعلن الأحد عن إصابة 2502 شخصا بوباء كورونا ووفاة 45 بين يومي 2 و 3 أكتوبر. وتجاوز عدد الإصابات بكورونا في تونس  22 ألف إصابة وحوالي 322 وفاة منذ بداية الجائحة في مارس الماضي.