سياسة

راشد الغنّوشي: 14 جانفي 2011 كان يوم ميلادي ووفاة بن علي سياسيّاً

حوار المصارحة في ما يتعلق بالظرف السياسي الذي يسود تونس في الوقت الراهن، وعودة إلى لحظات ثورية صارت كالوشم على سطح الذاكرة الجمعية في تونس. رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي في حوار خاص ببوابة تتونس، يحدثنا كيف عاش مولد الثورة التونسية وانتصارها (14 جانفي 2011).  يصف ذلك اليوم بأنه كان “يوم موت الرّئيس الأسبق زين العابدين بن علي سياسياً، وكان يوم ميلادي وميلاد تونس الجديدة والحريّة..كنت دائماً على قناعة أنّ شعب تونس الأبيّ يستحق أفضل من بن علي وليلى الطرابلسي”.

باب الحلم يُفتح

عن الديمقراطية والإسلام المعتدل وكيف نجحت تلك التوليفة في تونس بشكل لافت متحدية من راهنوا على الصدام بينهما، يقول الغنوشي “الثورة التونسيّة فتحت الأبواب أمام الحُلم بتونس الديمقراطية والإسلام المعتدل وليس بتونس بن علي..وصحيح أن الثورة فاجأتني كحدث كبير لكن توقعت ذلك وكتبت عنه وكنت متأكّداً من أن الشعب التونسي شعب أبي وقيمة الحرية متأصّلة فيه وبن علي وليلى الطرابلسي لن يكونا حظه من الدنيا فهو يستحق أكثر من ذلك ولذلك نوّهتُ بكل التحرّكات التي حصلت في عديد الجهات التونسية وقلتُ هذه التحرّكات التي تحدث في الجهات ستنتقل إلى تونس العاصمة وهذا الذي حصل”.

عودة النّظام القديم

 وتحدّث رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي عن أسباب عودة النظام القديم، مُحمّلاً في ذلك الأحزاب الثوريّة المسؤوليّة من خلال عدم قدرتها على تحقيق أهداف الثورة من تشغيل وتنمية، مُشيراً إلى أنّ: “النّظام القديم عاد مع الرئيس الرّاحل الباجي قائد السبسي في شكلٍ مُهذّب من خلال تحالفه مع حركة النهضة وتم استيعاب قوى النظام القديم ولكن بانهيار حزب نداء تونس  الذي كان خليطاً من تيّارات يسارية مُعتدلة وتجمّعيين أو دستوريين مُعتدلين فسح المجال أمام حزب الدّستوري الحر الجناح المُتطرّف ليحلّ محلّه”.

في تونس من يُشبه دونالد ترامب “رأس الشّعبويّة”

واعتبر الغنوشي، أنّ الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصّعب في تونس أدّى إلى تفشّي ظاهرة الشّعبويّة، مشيراً إلى أنها ظاهرة انتشرت خلال السنوات العشر الأخيرة في عديد الدّول الأوروبيّة والولايات المُتّحدة الأمريكيّة “التي يوجد فيها رأس الشّعبويّة دونالد ترامب ولدينا في بلادنا شعبويون يشبهونه”،وفق تعبيره.

وعن أشكال الشعبوية في تونس، يوضح الغنوشي أنها مختلفة الانتماءات بقوله: “ظهرت الشعبويّات في تونس على أكثر من مستوى منها العروبي والإسلامي والدستوري.. والشعبويّات تظهر عادةً عند فشل القوى الوسطيّة والمُعتدلة ويحن تُصاب الشّعوب بخيْبات تميل إلى أمورٍ قصوى معتبرة كل ما جاءت به الثورة باطل وأنّ  العصر الذهبي لتونس هو عصر بن علي ويُمجّدون الماضي مُقابل تحقير الحاضر وإنجازات الثورة”.

المسار الدّيمقراطي في تونس سيتواصل

وأكّد رئيس البرلمان، أنّ تونس ستواصل مسارها الدّيمقراطي الذي انطلق منذ تاريخ الثّورة، وقال:” “تونس  ليست في مفترق طرقات وهي ماضية في استكمال أهداف الثورة.. اليوم تعيش تونس الذكرى العاشرة للثورة المجيدة وهي بين الأمل في مستقبل أفضل وبين شعورٍ بالمرارة يصل حدّ الإحباط لأن أهداف الثورة لم يتحقق منها الكثير ولكن نستطيع أن نقول أننا البلاد العربية التي أنجزت تحوّلها الديمقراطي ويتمتع فيها الجميع بالحريّة.. وهي من مكاسب الثورة .

وتابع: :”رغم كلّ النّقائص سجّلنا عديد المكاسب  الاجتماعيّة من خلال توظيف مئات الآلاف من الشباب في مؤسسات الدولة ومدّ عديد الطرقات والمسالك الفلاحية بالإضافة إلى المكاسب التشريعيّة من خلال سنّ عديد القوانين التي تهدف لانتداب من طالت بطالتهم..وقوانين تنتصر لحرية المرأة وتضمن سلامة العاملات في القطاع الفلاحي ومنع التمييز ضد النساء .

وأرْدف:” الخطوات القادمة في تونس ستكون نحو البحث عن استقرار وتوافق النخبة السياسية مع القوى الاجتماعية حول برنامج تنموي من خلال عديد الإصلاحات الاقتصاديّة..وأتوقّع أن يُركّز  الحوار الوطني على القضايا الاجتماعية والاقتصادية ومن أجل التوافق  على منوال تنموي ومن أجل استكمال أهداف الثورة”.