قال رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، الثلاثاء 23 فيفري إن النظام الانتخابي في تونس فاسد ويؤدي إلى الخراب وهو سبب الأزمة السياسية اليوم وأفرز نظام حكم لا يمنح أي طرف أخذ القرارات وتحمل المسؤولية.
وأضاف الغنوشي خلال حوار إذاعي أنه يفضّل النظام البرلماني لأن النظام الرئاسي عادة ما يؤدي إلى ديكتاتورية الرجل الواحد، وقد عانت تونس من هذا سابقا، وفق قوله.
ولم يستبعد الغنوشي الذهاب لاستفتاء شعبي لتغيير النظام الانتخابي حتى يفرز مستقبلاً، حزبا بأغلبية حاكمة قادرًا على تحمل مسؤوليته وتمرير القوانين وتركيز المحكمة الدستورية معتبراً تأخرها يعود إلى التشتت في البرلمان وغياب التوافق.
وفي هذا السياق وعد الغنوشي بالإسراع في تركيز المحكمة الدستورية قبل نهاية الدورية البرلمانية الحالية معترفا بالخطأ في تأخير هذا الإجراء المهم.
متمسكون بالحوار حتى النهاية
شدد رئيس مجلس نواب الشعب على ضرورة الذهاب بعيدا في خيار الحوار في حل الأزمة الحالية التي تسبب فيها التعديل الوزاري، مشيرا إلى أن تونس لها تقاليد في الخروج بنتائج جيدة إثر الحوار. وذكّر بتخلي حزبه حركة النهضة عن الحكم سنة 2013 والذهاب إلى حوار وطني من أجل مصلحة البلاد، على حد قوله.
وأضاف الغنوشي أن تونس تجربة ناجحة في الربيع العربي “رغم الاختلاف فإن بلادنا لم تشهد تدخلا أجنبيا أو أمميا ولم نتقاتل”.
سعيد لم يرد
أما عن موقف الرئيس قيس سعيد من مبادرته، فأكّد الغنوشي أن الرئيس لم يتفاعل مع مطلبه متوجها له بالرسالة التالية: انتخبك الشعب بأعلى نسبة فحافظ على شعبيتك.
وأفاد الغنوشي بأن دور البرلمان توقّف عند منح الثقة للوزراء المقترحين في التعديل الوزاري وأنه يستبعد وجود شبهات فساد لدى البعض منهم قائلا: القضاء فقط يبت في موضوع الفساد وهناك هيئات رقابية مختصة تراقب الجميع بما في ذلك رئاسة الجمهورية.
كما رحّب بمبادة الاتحاد العام التونسي للشغل ومقترح إجراء حوار وطني بقيادة رئيس البرلمان السابق محمد الناصر.
كما أشار إلى أن مبادرة الحوار بين الرئاسات الثلاث التي تقدّم بها هي الحل الوحيد لأن التخلي عن الحوار هو بداية التحارب، حسب قوله.
الثورة المضادة أصبحت ضعيفة
وعن التجاذبات في البرلمان ومعارضي سياسته، أكّد راشد الغنوشي أن القوى المضادة للثورة اليوم أضعف مما كانت عليه سنة 2013 وأنه يتقبّل دعوات سحب الثقة منه قائلا: “النواب من حقهم سحب الثقة مني لأنني لم أصل إلى رئاسة المجلس على ظهر دبابة”.
وشدّد على أن الحزام السياسي للحكومة متماسك. وقال: إن الاتهامات الموجهة لرئيس حزب قلب تونس نبيل القروي دون سند ومكانه ليس السجن.
وعلّق راشد الغنوشي على الدعوات المنددة بنزول أنصار حزبه إلى الشارع للتظاهر يوم 27 فيفري الجاري وقال: عندما تظاهر الجميع واحتج في شهر جانفي الماضي لم يعارضوهم واعتبروها حرية تعبير واليوم عندما قررت النهضة التظاهر كثر النقد والكلام.
تونس عملاق مقيّد
وتطرّق رئيس مجلس نواب الشعب إلى الوضع العام في البلاد خاصة على المستوى الاقتصادي وقال: تونس لم تستثمر قدراتها وإمكانياتها جيدًا رغم أنها في قلب العالم ووضع البنية التحتية مؤسف فعلا.
وأردف: تونس عملاق مقيّد ومن غير المعقول أن تكون في موقع استرايتجي لكنها دون مطارات كبرى ودون شركة طيران عملاقة وبلا طرقات سيارة متطورة.
وفي هذا الإطار دعا مجلس نواب الشعب إلى فك قيود البلاد عن طريق تمرير القوانين وتيسير فرص العمل والاستثمار.
وعلى هامش حديثه عن أزمة شركة الخطوط التونسية، أشار الغنوشي إلى أن تغيير إدارة المؤسسة لن يفيدها في شي ما لم تكن هناك رؤية واضحة لإصلاح القطاع العام.
وأضاف: القطاع العام يجب أن يكون قطاعا منتجا مربحا لا » بالوعة أموال. »
لم نقم بالواجب مع ليبيا
واعتبر راشد الغنوشي أن استتباب الأمن في ليبيا أمر عظيم لتونس لاستغلال الفرص الكبيرة للتشغيل هناك حيث أن السوق الليبية قادرة على استيعاب مئات الآلاف من التونسيين المعطّلين عن العمل وعلى تخليص تونس من نصف مشاكلها.
في المقابل، أكّد أن تونس لم تستثمر الوضع في ليبيا ومرت بجانب الحدث ولم تقم بالواجب معها حتى أن الأزمة الليبية حُلّت بعيدا عن تونس واستغلتها دول أخرى وفق قوله.
ودعا الغنوشي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون والقيادة الليبية إلى انفتاح أكثر للتعامل المشترك حتى يكون المثلث تونس الجزائر ليبيا منطلقاُ لإحياء حلم اتحاد المغرب العربي.
ونوّه الغنوشي بحلول الديمقراطيين في أمريكا وأشار إلى أن فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق ترامب أضرّت كثيرا بتونس وبالحركات الديمقراطية.