على امتداد ساعتين ونصف الساعة من الزمن، وفي ظل أجواء جمعت بين الموسيقى والمسرح والشعر، نجح العرض الثاني المقدّم خلال سهرة أمس السبت 27 أوت/أغسطس في رسم البسمة على وجوه جمهور الحمامات الذي تعرف على جزء من التراث الموسيقي التونسي وتفاعل معه إيجابيا.
تحقّق ذلك من خلال عرض مسرحية “ديما نضحك ديما زاهي” للمخرج محمد منير العرڨي التي أتت ضمن الدورة التأسيسية لتظاهرة “مجالس الفنون” تحت إشراف المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
أهم الأخبار الآن:
عمل موسيقي مسرحي
كان لعشاق المسرح موعد مع عمل موسيقي مسرحي غلب عليه الطابع الكوميدي للمخرج محمد منير العرقي بمشاركة الملحن والموزع حكيم الغربي على المستوى الموسيقي، وكل من فتحي المسلماني، جمال المداني، محمد منير العرقي، إكرام عزوز، كوثر بلحاج، حنان الشقراني، محمد حسين قريع وصبري الجندوبي على مستوى الأداء والتمثيل.
البداية كانت مع عازف الناي رضا القاسمي في وصلة موسيقية تلاها اعتلاء الممثل فتحي المسلماني الركح ليضع هذا العرض المسرحي في إطاره الحقيقي، قائلا: “اليوم باش (سوف) نحكيو (نتحدث) على قبل (عمّا مضى)”، الجملة التي أعطى من خلالها المسلماني شارة الانطلاق.
هكذا عادت أحداث العرض إلى الفترة الزمنية التي تلت جائحة كورونا، وتحديدا عندما تم السماح باستئناف الأنشطة الثقافية في القاعات المغلقة والمسارح، حين برمجت إحدى قاعات العرض عرضا موسيقيا وعرضا مسرحيا في اليوم ذاته، وتمسّك منظمو كل منهما بإقامة العرض الخاص به، ليقرّرا أخيرا العمل سويا وتكليل هذا القرار بعرض موسيقي-مسرحي مشترك.
يرمي هذا العمل أساسا إلى تثمين التراث الموسيقي الكوميدي الساخر في تونس والتعريف به، وذلك عبر أداء الممثلين باقة من الأغاني المستمدة من صميم التراث التونسي على غرار أغاني الهادي السملالي، فتحي المليتي، صالح الخميسي، حمادي الجزيري، محمد الجراري وغيرهم.
ومن جهة أخرى، لم يغب الشعر عن هذه السهرة تماما مثل سهرة الجمعة للهادي حبوبة التي أمنها الجليدي العويني والمنصف المزعني، حيث قدم الشاعر الغنائي حاتم القيزاني، في هذا السياق، وصلة شعرية ألقى فيها أشعارا بالعامية التونسية على غرار “صيد الريم” لصابر الرباعي التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بالغناء، و”مزلت بش نتفكرك”، كما ألقى من الأشعار العربية الفصحى “متعب في ليلتي” و”يا صديقة”.
السهرة كانت مناسبة للجمهور للرقص، بعد أن قدّم الممثل عماد الوسلاتي تحية إلى الفن الشعبي والمزود التونسي من خلال جملة من إيقاعات المزود، إضافة إلى أغنية “يا ڨصاب” التي تنتمي إلى الفلكلور التونسي قدّمتها سابقا عيساوية البلوط.
وقبل إسدال الستار على ليلة الأغنية الكوميدية التونسية أدّى حكيم الغربي مجموعة من أغاني الراحل رضا ديكي تكريما لروحه ولما تركه من إرث فني متميز.
الفن التونسي… أولا وأخيرا
على هامش السهرة ذاتها، عبر مخرج العمل محمد منير العرقي عن سعادته بتأسيس تظاهرة المؤسسة التونسية لمؤسسة حقوق المؤلف والحقوق المجاورة “مجالس الفنون” والتي تأصّل الفن التونسي، كما أفاد بأنه من حق الجمهور التونسي أن يتمتع بالذائقة الفنية العالمية، لكن لا بد من تخصيص مجال للفن التونسي.
من جهتها، أكّدت الممثلة كوثر بلحاج أن هذه التظاهرة قد منحت لها فرصة العودة إلى ركح الحمامات بعد 22 سنة منذ مسرحية “الليل آه يا ليل” للمخرج الراحل المنصف الأزعر، كما عبّرت عن سعادتها وترحيبها بنشأة مؤسسة حقوق المؤلف التي ستحافظ على حقوق الفنان التونسي.
أما الممثل فتحي المسلماني فقد تطرّق إلى الأضرار الناجمة عن عملية إعادة بث المسلسلات القديمة بصفة متكرّرة، الأمر الذي تسبّب لعدد من الفنانين بتصنيفهم قسرا ضمن خانات معينة كخانة “الوجوه التلفزيونية المستهلكة”.
وسيكون لجمهور المركز الثقافي الدولي بالحمامات موعد متجدّد الليلة الأحد 28 أوت/أغسطس مع الفن الرابع من خلال مسرحية “حسين في بكين” للفنان مقداد السهيلي وذلك في إطار السهرة الثالثة من الدورة التأسيسية لتظاهرة “مجالس الفنون” بالحمامات.
أضف تعليقا