أوقفت السلطات الجزائرية الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، في 16 نوفمبر الجاري، وفق وسائل إعلام فرنسية، فيما أكّدت وكالة الأنباء الجزائرية، أمس الجمعة، الخبر في سياق انتقاد شديد اللهجة للمواقف الفرنسية التي أطلقها العديد من السياسيين والكتاب الفرنسيين للمطالبة بالإفراج عنه.
وهاجمت وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر الطبقة السياسية والحكومة الفرنسية على الحملة التي نادت بالإفراج عن صنصال، واصفة هذا الأخير بـ”دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر”.
واعتبرت أنّ الحملة “دليل إضافي على وجود تيار حاقد ضدّ الجزائر، وهو لوبي لا يفوّت أيّ فرصة للتشكيك في السيادة الجزائرية”، وفق ما نقله عنها موقع الحرة.
ويُعتبر تعليق وكالة الأنباء الجزائرية أول تأكيد رسمي لتوقيف صنصال بعد صمت دام نحو أسبوع، وأثار ردود فعل واسعة بفرنسا.
وفي هذا الصدد نقلت قناة “سي نيوز” عن محيط الرئيس الفرنسي “قلق” ماكرون بشأن مصير صنصال، والذي أوقف لـ”أسباب مجهولة”، وفق المصدر نفسه.
كما دعت زعيمة حزب “التجمع الوطني اليميني” بفرنسا، مارين لوبان، الحكومة الفرنسية إلى “التحرّك من أجل الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال”.
وحيّت في تدوينة لها على حسابها بمنصة إكس صنصال “المناضل من أجل الحرية والمعارض الشجاع للإسلاميين”، وفق توصيفها.
كما دعا الكاتب المغربي-الفرنسي، الطاهر بن جلون، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “العمل من أجل الإفراج عن بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر، وفق ما نقلته صحيفة “لوبوان” الفرنسية.
وفي الآونة الأخيرة، تناقلت قنوات وصحف ومواقع إلكترونية عديدة نبأ توقيف الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال إثر قدومه من فرنسا إلى الجزائر، السبت الماضي.
ونقلت قناة “فرانس 24” عن مقربين من صنصال أنّ الكاتب “انقطعت أخباره منذ مغادرته إلى الجزائر العاصمة. ولم تَرِد عنه أيّ أخبار منذ 6 أيام”.
وقال مراسل إذاعة “مونت كارلو الدولية” فيصل مطاوي للقناة: “لا توجد معلومات رسمية، لكن حسب ما علمنا، تمّ توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي، السبت الماضي 16 نوفمبر، بعد قدومه من باريس نحو الجزائر العاصمة، وبعد خروجه من مطار هواري بو مدين الدولي، حاملا جواز سفر فرنسيا”.
وتابع المراسل: “سيتمّ تقديمه أمام وكيل الجمهورية، في غضون الأيام المقبلة، بعد إنهاء التحقيقات من قبل مصالح الأمن المكلفة بذلك”، وفق ما نقله عنه موقع القدس العربي.
وقال المراسل إنّ المتابعة القضائية مرتبطة بتصريحات أخيرة لوسيلة إعلام فرنسية، قال فيها إنّ سبب المشاكل الحالية بين الجزائر والمغرب قرار فرنسا إعطاء جزء من المغرب -كما قال- بعد استعمارها للجزائر، وذكر غرب الجزائر، وحتى بعض المدن، مثل وهران وتلمسان، معلومات خاطئة، ولا أساس لها من الصحة، كما قال بعض المؤرخين والعارفين بشمال إفريقيا. حتى أن صنصال برّر دخول الجيش المغربي، بعد استقلال الجزائر عام 1963، برغبة الرباط باسترجاع أراضيها في الجزائر -وفق قوله- وشبّه هذا بما يحدث في غزة حاليا.
وأوضح المراسل أنّ “صنصال يُتابَع، بعد هذه التصريحات، ببعض التهم، منها المساس بالوحدة الوطنية، والمساس بالسلامة الترابية للبلاد، والتحريض من أجل تقسيم البلاد”.
وقال إن الكاتب “ينتقد في الجزائر بسبب مواقفه المعادية للجزائر وتاريخها وهويتها”، وإنه “يروّج لأفكار اليمين المتطرف الفرنسي المعادي للمهاجرين وللجزائر”.
وختم بالقول إنّ “بعض المعلّقين كذلك ينتقدون صلصال كثيرا بسبب مواقفه المساندة لإسرائيل”.
وكان بوعلام صنصال أثار نقاشا وجدلا واسعين عقب زيارته إسرائيل، ضيف شرف، لفعاليات معرض للكتاب للترويج لروايته “قرية الألماني” الصادرة بالفرنسية سنة 2008، واعتبرتها الجزائر مسيئة إلى الثورة التحريرية (1954/1962).
وكالات