هل انتشر الإسلام بحد السيف أم دخل القلوب بالدعوة والترغيب ؟ نقاش تجدد طرحه ليتحول إلى أحد المواضيع الجدلية على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، عقب تدوينة نشرها كاتب سعودي مقترحا إزالة السيف من علم المملكة.
الكاتب فهد عامر الأحمدي نشر تدوينة اعتبر خلالها أنه لا يرى ضرورة لوجود السيف على الراية الوطنية، في زمن التحولات الثقافية الراهنة، إلى جانب الصورة المشوهة عن الدين الإسلامي المرتبطة بفكرة العنف والإرهاب.
ودون الأحمدي على توتير قائلا “أقترح إزالة السيف من علمنا السعودي أولا لعدم مناسبته لعصرنا الحالي، وثانيا لعدم توائمه مع قوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِينِ، وتنفي ادعاءات العنف والقتل عن ديننا الحنيف”.
واستشهد الأحمدي بتغيير تصميم العلم السعودي في ست مناسبات، من بينها تصميمان لم يضما السيف بحسب الصور التي نشرها.
التدوينة أثارت موجة من التعليقات والاعتراضات على وجهة نظر الكاتب السعودي، متهمة إياه بضيق الأفق، وتجاهل الدلالات الحضارية والتاريخية والتراثية التي يرمز إليها السيف في الثقافة العربية والتاريخ السعودي.
واعتبرت مغردون آخرون أن الحجة التي وظفها الاحمدي والمتعلقة بتشويه الإسلام، تعيد النقاش حول نشر الدعوة بحد السيف، وهي النظرية التي تروج لها جهات يمينية ومعادية للإسلام في الغرب.
وجاءت أبرز التعليقات من أحد أفراد الأسرة المالكة الأمير سطام بن خالد آل سعود، الذي اعتبر الفكرة مبررا للانسلاخ عن كل ما يرمز للهوية الوطنية، مضيفا “السيف هو رمز للقوة والعدل وجزء أصيل في تاريخنا فلا ننسى أن ملوكنا يرفعون السيف أثناء العرضة للتعبير عن القوة والعزة والكرامة وشارك فيها الكثير من رؤساء العالم ورفعوا السيف فهل هذا يعني بأنهم يدعون للعنف، على نفس المبدأ نغير أسماؤنا وتاريخنا وشعار الدولة حتى لا نتهم بالعنف كما تدعي”.
ووصف أكاديميون سعوديون الدعوة “بالهرطقة الفكرية” مستشهدين بأعلام دول أخرى تزينها رموز وطنية مثل السيف والدرع.
من جانبه هاجم الباحث والمستشار في الشؤون الأمنية، محمد الهدلة، الكاتب الأحمدي بالقول “من يدعي أن العلم الوطني لم يتضمن منذ البداية سيف العدل والشرع دجال يحاول تشكيك السعوديين في رمزيتهم”.
على الطرف الأخر تباينت مواقف المدونين والمغردين تجاه الفكرة، بين من يراها مقبولة ومنطقية، وآخرين عبروا عن رفضهم هذا الطرح، رابطين رمزية السيف في العلم السعودي بالحضارة والثقافة، التي لا يمكن الاستغناء عنها.