أعلنت وزيرة الشؤون الثقافيّة التونسيّة، حياة قطاط القرمازي، خلال جلسة عمل انعقدت، الخميس، بمقرّ الوزارة، افتتاح أشغال أولى جلسات لجنة دعم ملفّ تسجيل جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وذلك تجسيما للتوصيات الصادرة عن المجلس الدولي للمعالم والمواقع “ICOMOS”، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة “UICN”.
وحضر الجلسة، إلى جانب عدد من إطارات وزارة الشؤون الثقافيّة والإدارات المعنيّة، ممثّلون عن كلّ من وزارة الفلاحة، وزارة التجهيز والإسكان، وزارة الشؤون الدينية، ووزارة الشؤون الخارجيّة، وعن بُعد جمعيّة صيانة جزيرة جربة جنوب شرق تونس.
وفي كلمتها الافتتاحيّة، دعت وزيرة الشؤون الثقافيّة أعضاء اللجنة، إلى الإسراع في تحديد الإجراءات اللازمة لتنفيذ مختلف النقاط المضمّنة في توصيات المجلس الدولي للمعالم والمواقع، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، بهدف ضمان فرص أفضل لتسجيل جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي، خلال شهر سبتمبر القادم، بالعاصمة السعودية الرياض.
كما أشارت الوزيرة إلى ضرورة التكثيف من هذه الجلسات العملية، والتقيّد بالمفردات المنهجيّة، والشروط العلميّة والتقنيّة المطلوبة خلال عملية استكمال ملف التسجيل، مع مراعاة القيمة الاستثنائيّة والإنسانيّة والتنوّع الثقافي والحضاري الثريّ، الذي تتميّز به جزيرة جربة.
وجربة هي جزيرة تونسية تقع في جنوب شرق تونس في خليج قابس. تبلغ مساحتها 514 كم2، وتُعدّ أكبر جزر شمال إفريقيا (شريطها الساحلي طوله 125 كم)، وتُلقّب بـ”جزيرة الأحلام”.
تتواصل بالقارة الإفريقية عبر طريق يمتد على 7 كم، والذي شُيّد منذ العهد الروماني، وهو يؤدّي إلى مدينة جرجيس، كما يُمكن العبور من مدينة أجيم إلى الجرف عبر “البطاح” (العبارة).
تمتدّ الجزيرة انطلاقا من شاطئ قرية مزراية شبه جزيرة رأس الرمل، وهي من الأقطاب السياحيّة المميّزة للجزيرة. أُعجب بها الأديب التونسيّ إبراهيم درغوثي أيّما إعجاب، فحرّر نصّا غاية في الإبداع تحت عنوان “جربة التي في خاطري”.
ولجربة تراث ثقافي ثريّ، من أبرز معالمه الجوامع التي تُبنى لكل عائلة، وبروج مراقبة تسمّى أربطة على امتداد شواطئها، كلُّ برج رباط وفي الوقت نفسه مسجد.
وفي العمق صفّ ثانٍ للدفاع، يتكوّن من مساجد هي أيضا قلاع محصّنة، وتتّصل بالرباطات باستخدام الدخان نهارا والنار ليلا، كما إنها من معاقل الإباضيّة في المغرب الكبير، وفيها إلى اليوم أكبر تجمّع لليهود التونسيين، وهي محجّ لهم في كل عام عبر كنيس الغريبة.
وتتوفّر بجربة أيضا الشواطئ الرائعة والقرى الخلّابة التي تتميّز بأبنية مميّزة مربّعة الشكل وبيضاء.
وتُعدّ حومة السوق إحدى المدن الكبرى بالجزيرة، حيث تتوسّطها الأسواق الصاخبة والمقاهي النابضة بالحيوية في الهواء الطلق.
ويُعتقد أن جزيرة جربة، التي تتوفّر فيها قلاع القراصنة والمساجد التي تُشبه القلاع الحصينة، كانت مصدر إلهام ملحمة الأوديسّة الشعرية التي وضعها هوميروس.