تونس

دراسة ميدانية… العنف والمخدّرات ينخران الوسط التربوي في تونس

كشفت دراسة ميدانية عملت عليها منظمة »أليرت أنترناشيونال» عن تفشّي ظاهرة العنف المدرسي وتعاطي المخدّرات في صفوف التلاميذ بعد أخْذ عيّنات من  ثلاثة معاهد في مناطق دوار هيشر من ولاية منوبة وتطاوين الشمالية وحيّ النور من ولاية القصرين.

اعترافات خطيرة للتلاميذ

اتّخذت المنظمة منطلقا للدراسة من عينة تتكوّن من 1200 تلميذ أعمارهم بين 14 و23 سنة، )640 ذكور و560 إناث) من المعاهد المذكورة، حيث أثبتت أنّ أكبر نسبة ممارسات للعنف تحدث داخل المؤسّسة التربوية من قِبل الإطار التربوي والإداري.

وتوصّلت الدراسة إلى أنّ تعاطي المخدّرات ظاهرة متفشية في الوسط التربوي في صفوف التلاميذ، إذ صرّح 76.1% من تلاميذ معهد دوار هيشر و69.5% من تلاميذ معهد حي النور و56% من تلاميذ معهد تطاوين الشمالية بتعاطيهم مواد مخدّرة داخل أسوار المعهد.

أما نسبة استهلاك المخدرات خارج أسوار المعاهد فبلغت 95.5% في صفوف تلاميذ دوّار هيشر و91.5% في صفوف تلاميذ حي النور و78.1% لدى تلاميذ تطاوين الشمالية.

عوامل مشجعة على الانحراف

كما خلصت الدراسة الميدانية إلى أنّ المعاهد في المعتمديات الثلاث تعاني من اهتراء البنية التحتية على مستوى القاعات والنظافة وغياب التجهيزات اللازمة  للتدريس.

وتعاني مختلف المعاهد من غياب قاعات الأنشطة الثقافية والترفيهية وورشات التنشيط التي تهدف إلى تطوير وصقل ملكة الإبداع لدى التلميذ ودعم قدراته الذهنية أثناء أوقات الفراغ. كما أنّ بعض القاعات المخصّصة للأنشطة الثقافية المتوفّرة تفتقر إلى المعدّات اللازمة، ما يفسّر عزوف الشباب عنها.

وتعتبر الدراسة أنّ كل هذه العوامل توفّر مناخاً ملائماً لانحراف التلميذ نحو ممارسات خطرة مثل تعاطي المخدرات في أوقات الفراغ.

ومن العوامل المشجّعة على جنوح التلميذ نحو العنف والمخدرات غياب التأطير النفسي والعناية الصحية والمعاملة الحسنة داخل المؤسّسة التربوية. ولاحظ المشرفون على الدراسة غياب أخصائيّين نفسيّين واجتماعيّين للإحاطة بالتلميذ والاستماع إلى مشاكله وتوجيهه.