اعتبر مدير الإنتاج الحيواني بالاتّحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري منوّر الصغيري، اليوم الثلاثاء 8 أوت، أنّ قطاع تربية الأبقار وإنتاج الألبان يتّجه إلى الأسوإ.
وأوضح الصغيري أنّ غياب الموازنة بين كلفة إنتاج الحليب التي تُقدّر بدينارين للتر الواحد وسعر بيعه الذي بقي في حدود 1350 ملّيما، أبرز عائق يواجه الفلاّح في ظلّ ارتفاع سعر مادة ”التبن” إلى 17 دينارا ومادة ”القرط” إلى حوالي 30 دينارا.
ودعا الدولة إلى ضرورة الترفيع في أسعار بيع الحليب، لافتا إلى أنّ العالم انتقل إلى مرحلة جديدة في تحديد الأسعار في وقت قال إنّ تونس تسعى إلى المحافظة على الأسعار نفسها دون ضمان هامش الربح للمنتج.
واقترح الصغيري عديد النقاط لإصلاح القطاع وإنقاذه، من ذلك تشجيع الدولة على الإنتاج والمبادرة الخاصة، إضافة إلى ضرورة التخلّص من البيروقراطرية والتقليص من فرض الرُّخص على المنتجين.
وشدّد الصغيري على ضرورة تحديد إستراتيجية واضحة لإصلاح منظومة الألبان لتغطية كلفة الإنتاج، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة وضع خطة وطنية للموارد العلفية تضمن إنتاج الأعلاف محليّا دون اللجوء إلى توريدها.
كما أشار إلى أهميّة ضرورة إحداث صندوق للصحة الفلاحية يضمن التعويض للفلاح، الذي يعاني من تفشّي الأمراض الحيوانية كالسلّ لدى الأبقار داعيا إلى توفير المراقبة الصحيّة.
وكان رئيس الاتّحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بالكاف منير لعبيدي، قد أعلن أمس الاثنين 7 أوت، أنّ موجة بيع الأبقار الحلوب وتخلّص مُربّيي المواشي منها، التي تعيشها ولاية الكاف منذ مدّة، أسفرت عن ظهور عديد الإشكاليات في منظومة الألبان، ممّا أثار عديد التخوّفات من انهيار هذه المنظومة الفلاحية التي ساهمت لفترة طويلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد التونسية من الحليب واللحوم الحمراء.
وأشار لعبيدي إلى أنّ بوادر انهيار منظومة الألبان باتت ظاهرة للعيان في ظلّ تزايد عمليات التخلّص من القطيع وبيع رؤوس الأبقار في الأسواق، نتيجة ارتفاع كلفة الإنتاج وعدم قدرة المُربّين على مسايرة نسق تزايد أسعار الأعلاف المُصنّعة، وندرة الأعلاف الخشنة جرّاء الجفاف الذي ضرب البلاد لثلاث سنوات متتالية.
وتشهد السوق التونسية في السنوات الأخيرة فقدان الحليب على فترات متفاوتة، عادة ما تكون مُرتبطة ببداية الخريف مع تراجع الإنتاج وغياب مخزون استراتيجي يُغطّي النّقص المُسجّل، خاصّة مع تواصل التفويت في القطيع من قبل المُربّين في ظلّ عجزهم عن مُجابهة الأسعار المرتفعة للأعلاف، وعدم استجابة الجهات المسؤولة لمقترح الزيادة في سعر الحليب.
وكان يحيى مسعود عضو اتّحاد الفلاحة والصيد البحري المُكلّف بمنظومة الألبان، قد حذّر الخميس 13 جويلية من تواصل أزمة الحليب، مشيرا إلى أنّ الوضع أصبح صعبا جدا خاصّة مع ارتفاع كلفة الإنتاج المرتبطة بالأسواق العالمية في ما يتعلّق بالمواد الأوّلية وأيضا بسنوات الجفاف.