خفض المساعدات الإنسانية للعراق وسوريا… أوكرانيا أوّلا


أكّدت الأمم المتّحدة تراجع التمويل المخصّص لتخفيف الأزمات الإنسانية أكثر من أيّ وقت مضى، في ظل ارتفاع درجات التوتّر في أكثر من منطقة في العالم. فيما انتقد العاملون في مجال الإغاثة، الغرب، بدعم الأوكرانيين على حساب الجنسيات الأخرى ومنها العربية.

ارتفاع طلب التمويلات

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أنّ وكالات الأمم المتّحدة والمجموعات الخاصة التي تعمل معها، عجزت عن توفير 48.7 مليار دولار في عام 2022 لمساعدة أكثر من 200 مليون شخص. مضيفة أنّ ما تمّ تجميعه في 7 أشهر من العام، كان أقلّ من ثلث المبلغ المطلوب.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رئيس مكتب الأمم المتّحدة للإغاثة الإنسانية وحالات الطوارئ، مارتن غريفيث، قوله: “هذه هي أكبر فجوة تمويل رأيناها على الإطلاق. ويرجع ذلك في الغالب إلى أن عدد الأشخاص المستضعفين الذين يحتاجون إلى الدعم، يتزايد بسرعة”.

وبحسب نيويورك تايمز، فإنّ الطلب، الذي تضخّم بالفعل بسبب ويلات مثل وباء كورونا والجفاف هذا العام، ارتفع مدفوعا جزئيا بالغزو الروسي لأوكرانيا. فيما ارتفع عدد النازحين في العالم إلى حوالي 100 مليون من 39 مليونا عام 2011.

اللاجئون العرب

بدورها، حذّرت المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، أمس الاثنين 22 أوت/أغسطس، من أنّ أوضاع اللاجئين في البلاد قد تتحوّل إلى أزمة إنسانية في غضون أشهر إذا لم يتوفّر التمويل بشكل عاجل، مطالبة بتوفير 34 مليون دولار.

وأوضح ممثّل المفوضية في الأردن دومينيك بارتش، أنّ اللاجئين ما زالوا يُعانون من الآثار الاقتصادية الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا، وارتفاع الكلفة المعيشة والخدمات، مؤكّدا ضرورة اتّخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية.

وبحسب المفوضية، فإنّ الأردن يستضيف نحو 760 ألف لاجئ، معظمهم سوريون (670 ألفا) وعراقيون ويمنيون.

وكشفت وكالات الغوث أنّه في مخيّم الزعتري للاجئين المترامي الأطراف بالأردن والذي يأوي لاجئين هربوا من الحرب والقمع في سوريا لأكثر من عقد من الزمان، يُقطع تيار الكهرباء تسع ساعات في اليوم.

كما لا يمكن للاجئين بمخيّمات السوريين في شمال العراق، الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والكهرباء، فيما قُطعت الحصص الغذائية عن الملايين من الناس يواجهون الجوع في دولة (اليمن)، تقول الأمم المتّحدة إنها تواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

الأوكرانيون أوّلا

وفق تقارير غربية، طالب مكتب الشؤون الإنسانية التّابع للأمم المتحدة بأكثر من 6 مليار دولار هذا العام على وجه التحديد لمساعدة الأوكرانيين، سواء اللاجئين الذين فرّوا من البلاد والذين ما زالوا بداخلها.

ويرى اللاجئون ووكالات الإغاثة على حدّ سواء، أنّ الدول المانحة أبدت اهتماما أكبر بكثير بالسكان الأوكرانيين ذوي الغالبية الساحقة من البيض والمسيحيين، أكثر من اهتمامهم بالأشخاص الفارّين من العنف والحرمان في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فيفري/فبراير الماضي، شهد العالم موجة من التضامن الرسمي والشعبي التلقائي مع الأوكرانيين، ما أثار مشاعر الاستياء لدى اللاجئين العرب والأفارقة والآسيويين، فكلهم يعانون من حروب دموية ومن نزاعات مدّمرة لا تختلف كثيرا عمّا تمرّ به أوكرانيا حاليا، واصفين تعامل الغرب بالتمييز والعنصرية.

تساءل العاملون في مجال الإغاثة: “هل يحظى السوريون أو العراقيون أو اليمنيون بنفس الحماية والدعم؟”، و”ما هو الفرق بين اللاجئين القادمين من سوريا ومن إفريقيا الوسطى وأفغانستان وبين اللاجئ الأوكراني؟”، في حين أنّ جميعهم فارّون من الموت بسبب الحرب.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *