سياسة عرب

خطوة لإعادة العلاقات بين قطر والبحرين

أورد الإعلام الرسمي البحريني في ساعة متأخرة من مساء  الأربعاء 25 جانفي/كانون الثاني، أنّ ولي العهد أجرى اتصالا هاتفيا مع أمير قطر، في مؤشر جديد على أن المنامة قد تتحرّك قريبا لإصلاح علاقاتها مع الدوحة بعد عامين من انتهاء مقاطعة أربع دول عربية.

معتقلو 25 جويلية

وقالت وكالة أنباء البحرين إن ولي العهد في المملكة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أشار خلال الاتصال  بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى أهمية “العمل على حل القضايا والمسائل العالقة كافة، مضيفة: “تم خلال الاتصال تأكيد استمرار الاتصال بين المسؤولين في البلدين الشقيقين تحقيقا لما فيه الخير للجميع”.

وتأتي هذه الخطوة بعدما حضر أمير قطر وملك البحرين قمة عربية مصغرة استضافها رئيس الإمارات في أبوظبي الأسبوع الماضي، وحضرها قادة عمان والأردن ومصر.

وفي جانفي/كانون الثاني 2021، أنهت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظرا لقطر استمر ثلاثة أعوام ونصف العام، ضمن اتفاق “العلا”، لكن لم تجر أيّ مناقشات ثنائية بين الدوحة والمنامة منذ ذلك الحين لحل الخلافات.

وتركز الخلاف الذي أسفر عن قطع العلاقات بين قطر والدول العربية الأربع عام 2017، على دعم الدوحة حركات إسلامية يرى فيها جيرانها العرب تهديدا، وكذلك صلاتها بإيران وتركيا.

وقادت السعودية جهود إعادة بناء الروابط مع قطر وأعادت العلاقات الدبلوماسية معها وكذلك فعلت مصر، ولم تحذ الإمارات والبحرين حذو الرياض والقاهرة.

وفي 2021، أعادت السعودية والإمارات ومصر روابط السفر والتجارة مع الدوحة لكن البحرين لم تفعل.

ومع تركيزها على الأولويات الاقتصادية، تحركت السعودية والإمارات لتحسين العلاقات مع تركيا والتواصل مع إيران؛ خصمهما الإقليمي لضبط التوترات، فيما تأخرت المنامة عن إصلاح علاقاتها بقطر لعدة اعتبارات منها؛ التاريخية (نزاعات قديمة على الجزر)، وقلقها إزاء تطور علاقات قطر بإيران، ما يعني أنّ الأزمة أكبر من حصرها في الخلاف الخليجي.

ويرى مراقبون أنّ الخطوة البحرينية الجديدة تأتي بعد فشلها في فرض شروطها السابقة المتمثّلة في ربط فتح المجال الجوي وإعادة استئناف الرحلات والعلاقات الدبلوماسية مع قطر، بإرسال وفد من الدوحة لمناقشة هذه الموضوعات في اجتماعات رسمية، وذلك حسب وثيقة سربتها الحكومة إلى الإعلام البحريني من أجل إحراج الدوحة.

وتؤكّد التقارير المهتمة بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أنّ حكام البحرين انتبهوا بعد المونديال القطري، إلى أنّ تأثير بلدهم سياسيا واقتصاديّا وإعلاميا (بروباغندا السلطة)  كان ضئيلا، مقارنة بالقوة الناعمة لقطر المدفوعة بشبكة علاقات دولية معقدة وفعّالة في الوقت ذاته.