“كل كيلومتر من السواحل يقع تلويثه يوميّا بحوالي 9.5 كلغ من البلاستيك”.. حمدي حشاد يعلّق
قال الخبير البيئي حمدي حشاد إنّ مستويات التلوث بالشواطئ والسواحل التونسية “مفزعة”، مشدّدا على أنها تهدّد بتداعيات اقتصادية وصحية خطيرة.
وفي تصريح لبوابة تونس، كشف حمدي حشاد أنّ كل كيلومتر من السواحل التونسية يقع تلويثه يوميا بحوالي 9.5 كلغ من البلاستيك، وذلك وفق دراسة نشرها في الآونة الأخيرة صندوق حماية البيئة العالمي.
وتابع: “إذا علمنا أنّ السواحل التونسية يقارب طولها 2300 كلم، فبالتالي إنّ حجم التلوث اليومي الناتج عن البلاستيك كبير للغاية”.
واستشهد حشاد بتقرير صادر عن البنك الدولي، يشير إلى أنّ كلفة التلوث على الاقتصاد التونسي تقارب نسبة 2.7% من الناتج المحلي الخام.
مخاطر صحية وأيكولوجية
ولفت حشاد إلى التداعيات الناتجة عن التلوث لا تقتصر على الصعيد الاقتصادي والكلفة الكبيرة لعملية التنظيف والمعالجة، بل تتجاوزها إلى المخاطر المحدقة بالحياة البحرية والأيكولوجية، والتأثيرات الناتجة عنها على المستوى الصحي.
وذكر حمدي حشاد أنّ تونس ليست في منأى عن ارتفاع نسق استهلاك البلاستيك عالميّا وعديد الملوثات الأخرى، على غرار النفايات الصلبة والسائلة التي يقع التخلّص منها يوميّا في البحر بكميات مهولة.
وأردف: “مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي يقع التخلّص منها يوميّا في السواحل التونسية، مما يسبّب تداعيات بيئية وأيكولوجية، وعلى سلامة الوسط الطبيعي”.
وحسب المتحدث فإنّ هذا التلوث يؤثّر في الصحة العامة، باعتبار أنّ المواد الملوثة من جسيمات البلاستيك والمواد الأخرى، يقع استهلاكها من الكائنات المجهرية والتي تتغذّى عليها الأسماك والكائنات البحرية، وهو ما يؤدّي إلى انتقالها إلى جسم الإنسان عند صيدها وتناولها.
التلوث الصناعي
وعلى الصعيد ذاته، تطرّق الخبير في الشأن البيئي إلى أنّ الآثار الناتجة عن التلوث الصناعي، على السواحل، حيث يقع يوميا التخلص من عشرات الأطنان من المياه الملوثة والمواد الكيميائية من المركب الكيميائي التونسي بقابس وصفاقس، إلى جانب عشرات المنشآت الصناعية الأخرى، وهو ما يعمّق من حجم المشكلة.
واستطرد: “الكثير من المشاريع الصناعية الملوثة أنشئت عقب الاستقلال في وقت لم تكن فيه الثقافة البيئية سائدة، وبالتالي نحن اليوم ندفع ضريبة خيارات قديمة لم تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية”.
كما لفت الخبير البيئي إلى الانعكاسات السلبية لتلوث السواحل على القطاع السياحي، مشيرا إلى الانطباعات السيّئة والتقييمات السلبية لكثير من الزائرين الأجانب لتونس والمنشورة على المواقع السياحية العالمية، بشأن تفاقم التلوث بالشواطئ والمدن.
وتابع: “عند الاطّلاع على مواقع النزل التونسية أو التقييمات على كبرى المواقع السياحية العالمية، ستجد أنّ كثيرا من السياح ينتقدون مشكلة النظافة في تونس من المطار إلى النزل، وصولا إلى السواحل والمكبات العشوائية”.