بعد تواتر الرجات الأرضية..كاهية قسم الجيوفيزياء بمعهد الرصد الجوي يوضّح الأسباب ويجيب عن فرضية وقوع زلزال أقوى
قال خير الدين العطافي الخبير بالمعهد الوطني للرصد الجوي، وكاهية المدير بقسم الجيوفيزياء، إنّ الواقع الجيولوجي لتونس يحول دون تعرّضها لزلازل قوية، وذلك عقب الرجة الأرضية التي شهدتها منطقتا الفحص وبوعرادة اليوم الخميس، وبلغت قوتها 4.2 درجة على سلم ريشتر.
وفي حديث لبوابة تونس، أوضح العطافي أنّ الرجات الأرضية المتواترة التي شهدتها عدد من مناطق البلاد، وخاصة بولاية زغوان، لا تؤشّر على إمكانية وقوع زلزل قوي، رغم أنّ الرجة المسجلة اليوم كانت قوية نسبيا، وأحسّ بها عدد كبير من المواطنين.
الواقع الجيولوجي لتونس
وأردف: “الرجة كانت مقلقة نسبيا، حيث إن سكان الفحص وبوعرادة ومناطق أخرى قريبة أحسّوا بها، فضلا عن كونها قد تحدث بعض الارتجاجات في البنايات، واستشعار السكان دويا في باطن الأرض”.
وحدّدت مصالح المعهد الوطني للرصد الجوي -وفق محدثنا- مركز الرجة بالمنطقة المعروفة بـ”منخفض زغوان”، وهو موقع نشط جيولوجيّا، وشهد في السابق عديد الرجات التي كان بعضها قويا نسبيا.
وكانت منطقة الفحص بولاية زغوان، قد شهدت يوم 23 نوفمبر الجاري، رجة أرضية بلغت قوتها 3.0 درجة على سلم ريشتر، وفق خير الدين العطافي.
وبيّن الخبير بمعهد الرصد الجوي أنّ الرجات التي تشهدها تونس تكون في معظمها خفيفة إلى ضعيفة، وترتبط بالصدوع والواقع الجيولوجي للبلاد التونسية، باعتبار أنّ الجبال الموجودة بتونس تعتبر منخفضة الارتفاع، مقارنة ببعض دول الجوار، على غرار الجزائر والمغرب.
واستدرك: “ليست لدينا جبال شاهقة، والتي تعبّر في العادة عن حدود الصفائح الأرضية، وتزيد من إمكانية وقوع زلال قوية تتجاوز قوتها 6 درجات”.
وأوضح خير الدين العطافي أنّ تونس تقوم على صدوع جيولوجية صغيرة، وذات امتداد ضعيف داخل الصفيحة التكتونية الإفريقية، ما يجعل الزلازل التي تتعرّض لها خفيفة، وليست لها أضرار جسيمة كما يقع في بلدان أخرى.
واستطرد: “الواقع الجيولوجي لتونس لن يسمح بحدوث زلزال يتجاوز 5 درجات على سلم ريشتر على أقصى تقدير، كما أنّ أضراره المحتملة ستتركز في المباني القديمة التي لا تخضع لتراتيب الترميم، فضلا عن البنايات الهشة والمبنية خارج الأطر القانونية”.
مؤشرات الرجات الأرضية
واستعرض محدثنا الرجات المسجلة بمختلف جهات البلاد خلال الأيام الماضية، والتي توزّعت بين “الزارات” بولاية قابس وحومة السوق بجزيرة جربة والتي كانت رجات خفيفة تراوحت قوتها من 2.1 إلى 2.6 على سلم ريشتر، ولم تحدث أيّ أضرار ولم تحدث أيّ حالة هلع بين المواطنين.
وتابع: “بعد ذلك انفصلت رجات ارتدادية عن الرجات الأساسية في خليج قابس، ووقع رصدها في منطقة غار الدماء”.
وأوضح الخبير الجيوفيزيائي بمعهد الرصد الجوي، أنّ الرجات الأرضية تمثّل مؤشرا على أنّ المكان الذي وقعت به نشط جيولوجيا، كما أنها تقوم بإخراج الطاقة المخزونة بباطن الأرض، والتي تعدّ نوعا من الطاقة الميكانيكية، إلى جانب معدّلات من الحرارة تنبثق من موقع الرجة، ولا يمكن قياسها في تونس نظرا إلى عدم توفر الإمكانيات اللازمة.