اقتصاد تونس

خبير لبوابة تونس: الاستثمارات الصينية في تونس ستركز على هذه القطاعات

لِمَ يهتم رأس المال الصيني بقطاع الإسمنت؟ وسيم بن حسين يحلل الاستراتيجية الاقتصادية لبكين 

قال الخبير الاقتصادي وسيم بن حسين، إن الاستثمارات الصينية في تونس ستركز على القطاعات التي لا تشهد منافسة من كبار المستثمرين الأجانب، فضلا عن الاهتمام بالموانئ التجارية بما تمثله من أهمية استراتيجية وحيوية، بما يجعل منها نقطة انطلاق إلى الأسواق الأوروبية بالبحر المتوسط.

وفي حديث إلى بوابة تونس، أوضح وسيم بن حسين أن رأس المال الصيني يفضل التوجه إلى قطاعات لا تشهد منافسة أو مزاحمة كبيرة من رؤوس أموال أجنبية أخرى، لكن يمكنه في الوقت نفسه السيطرة على السوق.

الإسمنت والموانئ

وأشار بن حسين في هذا السياق، إلى الاهتمام الصيني بالاستثمار في قطاع الإسمنت، من خلال شراء مصنع “إسمنت جبل الوسط”، والسعي إلى شراء مصانع أخرى، مبينا أن ارتفاع تكلفة الإنتاج  التي يواجهها القطاع في تونس نتيجة ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، لا يشكل عائقا بالنسبة إلى الصينيين.

وذكر المتحدث في هذا الإطار باستثمار بكين في عديد من مصانع الإسمنت ببلدان إفريقية كذلك.

وحسب الخبير الاقتصادي، فإن تونس تمثل بالنسبة إلى الصين معبرا ضمن مشروع طريق الحرير المعروف بمبادرة “الحزام والطريق”، لذلك يحرصون على أن يكون لهم وجود في السوق التونسية، ولكن في الآن ذاته تفادي الصراعات والمواجهات الاقتصادية المباشرة مع المنافسين الاقتصاديين الكبار، على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 وإجابة عن سؤال بوابة تونس، بين وسيم بن حسين أن القطاع الذي يحظى كذلك باهتمام الصين للاستثمار في تونس، هو قطاع الموانئ التجارية، بالنظر إلى أهميتها الكبرى في الحركة التجارية البحرية، بما يمكن بكين من موطئ قدم استراتيجية في تونس المطلة على الضفة الأوروبية والتي يسعى الصينيون إلى دخول أسواقها بشكل مباشر، من خلال الموانئ التونسية التي ستشكل نقطة ارتباط حيوية لنقل البضائع الصينية وزيادة حجم أدفاقها عبر البحر المتوسط.

مشروع الطريق والحزام

ولفت بن حسين إلى أن الاستثمارات الصينية في عديد البلدان الأوروبية تركزت على مستوى البنى التحتية وقطاعات النقل، بما يخدم سياستهم للتوسع في هذه الأسواق، مع ربطها بمشروع “الطريق والحزام”، من خلال التركيز على مشاريع النقل الحديدي، والموانئ والمطارات.

وإجابة عن سؤال بوابة تونس، بشأن إمكانية توجه الصينيين نحو الاستثمار في قطاع السكك الحديدية في تونس، وتطويره في ظل الصعوبات التي يعانيها طوال السنوات الأخيرة على مستوى البنية التحتية واهتراء أسطول العربات والقطارات، استبعد المتحدث هذه الفرضية، مشيرا إلى وجود ضغوط أوروبية، والتي تتخوف من توسع الدور الاقتصادي للعملاق الصيني في تونس وتمدده، بما ينافس مواقعها ومكانتها، على غرار ما يقع في عديد الأقطار الإفريقية.

وأضاف: التمدد الصيني اقتصاديا في عديد الأسواق الإفريقية يثير انزعاج عديد القوى الأوروبية على غرار بلجيكا القلقة من حضور بكين في الكونغو وفرنسا التي تواجه  الموقف نفسه في السنغال.

 وشدد المتحدث على ألا “تكون الاستثمارات الصينية في تونس مستفزة للقوى الأخرى، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التلميحات المتصاعدة عن توجه تونس الجديد نحو المعسكر الشرقي”.