اقتصاد

خبيرة: خيارات الدولة سبب الأزمة الاقتصادية

قالت الخبيرة الاقتصادية جنات بن عبدالله، الجمعة 24 فيفري، في تصريح خاصّ لبوابة تونس، إنّ سياسة الدولة أصبحت مصدرا لارتفاع الأسعار وتعميق الأزمة الاقتصادية.

وأوضحت الخبيرة أنّ البلاد تعرف أزمة اقتصادية هيكلية بسبب خيارات الدولة التونسية، نافية أن يكون مردّها تداعيات جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا كما “تدّعيه بعض الأطراف”.

وأشارت بن عبدالله إلى أنّه ليس لدى تونس ما تصدّره باستثناء زيت الزيتون، مؤكّدة أنّ ارتفاع الواردات عمّق تبعيّة الاقتصاد التونسي إلى الخارج وأثّر في التضخّم وارتفاع الأسعار.

وتابعت: “هذه الوضعيّة تُترجمها نسبة نموّ الناتج المحلي الإجمالي، إذ أصبحنا نتحدّث اليوم لا عن خلق مواطن شغل وخلق ثروة بل عن تدمير مواطن شغل وتآكل ثروتنا، وبالتالي تراجع الناتج المحلي الإجمالي”.

وبالنسبة إلى الاتّفاق مع صندوق النقد الدولي المتمثّل في الحصول على حزمة إنقاذ بـ1.9 مليار دينار، قالت: “هذا الاتّفاق يكتسي طابعا سياسيا أكثر منه اقتصادي، باعتباره لا يُغطّي عجز الميزان التجاري”.

وأضافت أنّ عجز الميزان التجاري بلغ سنة 2022، 38.7 مليار دينار، أي عجزا شهريّا بمعدّل 3 مليار دينار، معتبرة أنّ قرض صندوق النقد على 4 أقساط لا يغطّي احتياجات تمويل الميزانية ولا يسدّد أقساطا من الديون الخارجية أو حتّى تأمين توريد الموارد الأساسية.

 وقالت الخبيرة إنّ الاعتماد على التمويل الخارجي لا يمكن أن يشكّل متنفّسا ولا حلّا ولا مخرجا لأزمة تونس الاقتصادية الهيكلية، بل إنّ مزيد الاقتراض الخارجي سيعمّق أزمتنا ويرحّل كلّ محاولة لإنقاذ الاقتصاد الوطني.

وبخصوص تداعيات التصنيف الائتماني على الاقتصاد، قالت بن عبدلله إنّ “التداعيات خطرة جدا” لأنّ هذه التصنيفات موجّهة أساسا إلى المستثمر الأجنبي والساحة المالية، ومن جهة ثانية فإنّ تراجع التصنيفات يؤثّر في سمعة تونس، وبالتالي يؤثّر في المبادلات التجارية باعتبار أنّ تصنيف البنوك التونسية شهد تراجعا، ممّا يجعل الثقة في هذه البنوك مهزوزة وتؤثّر في التزوّد على السوق العالمية سواء من المواد الأساسية أو من السلع الأخرى.

وأوضحت أنّ صناعات النسيج وقطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية، هي قطاعات تعمل في إطار المناولة وتخضع لنظام التصدير الكلّي لشركات غير مقيمة، وأنّ مداخيل صادرات هذه الشركات لا تعود إلى تونس لأنّ ملكيّة هذه المنتوجات التي يتمّ إنتاجها هي في إطار المناولة.