سياسة عرب

خاصّ ببوّابة تونس… الثّلثي: هذا ما ربحته ليبيا من الثّورة ودور أمريكا سيكون محوريًّا بالمنطقة في ظلّ حكم بايدن

قال المتحدّث السّابق باسم حكومة الوفاق الوطني الليبيّة أشرف الثّلثي في تصريح لبوّابة تونس الأربعاء 17 فيفري، بمناسبة مرور 10 سنوات على اندلاع الثّورة في ليبيا إنّ “ثورة 17 فبراير” كانت ثورةً عنيفةً وسقط فيها عديد الليبيين من كل الأطراف مشيرًا إلى أنّ ثمن التغيير كان باهظًا جدًّا في الأرواح والماديّات مثل أي ثورة دموية تكون ارتداداتها قويّة وتستمرّ سنوات طويلة.

وأضاف أنّ نظام القذّافي حكم مدّة 42 سنةً وكان نظامًا شموليًّا مُطلقًا لم يهتمّ بالمؤسّسات أو بتكوين السياسيّين بالإضافةً إلى أنّ السّاحة السّياسيّة اللّيبيّة كانت تدور حول فكره الأحادي وما يدور في فلكه من لجان ثوريّة وكتائب وغير ذلك… قائلًا “أصبح الآن من التّاريخ لكن مازلنا نعاني من هذه الثقافة الأحادية والشّموليّة”.

وقال “الإنجاز الوحيد الّذي يُحسب للّيبيين بعد 10 سنوات من الثّورة هو حريّة التّعبير، وأنا أؤمن أنّ الدّيمقراطية لها درجات ومراحل، فليبيا مازالت ديمقراطيّةً ناشئة في خطواتها الأولى تُبنى درجةً درجةً خاصّةً وأنّ معظم الفئات الموجودة في ليبيا والنّخب وعامّة النّاس أيقنوا أنّ التّداول السّلمي على السّلطة هو المخرج الوحيد من النّفق المظلم الّذي مررنا به”.

وأشار إلى أنّ الثوّرة الليبية كانت تسير في طريق صحيح إلى حدود سنة 2013 قبل أن تنحرف بمسارها وتنجرّ نحو الفوضى والعنف ووصلت إلى مرحلة الحرب الأهليّة، مضيفًا أنّ ليبيا كبيرة جدًّا ولديها أكثر من 1955 كلم على ساحل البحر المتوسّط تزخر بثروات طبيعيّة عديدة، لكن للأسف تدخّلت بها العديد من الدّول إقليميًّا ودوليًّا ولعبت أدوارًا سلبيّةً بعضها شارك مباشرةً في الحرب على الميدان والبعض الآخر مارس حربًا بالوكالة، ولكن الآن الجميع تعلّم الدّرس.

استحقاق انتخابي يحدّد المصير

أفاد أشرف الثّلثي بأنّ الجميع مطالب بالالتفاف حول القوى الوطنيّة التي تمتلك مشروعًا سياسيًّا واقتصاديًّا لإنقاذ البلاد من المعاناة الّتي مرّت بها من أجل إنجاح الانتخابات الليبية في نهاية العام 2021 باعتبار أنّه استحقاق سيحدّد مصير ليبيا في المستقبل.

 وتابع: فهم اللّيبيّون أنّ من ليس له مشروعًا سياسيًّا واضح المعالم لن يحظى بتصويتهم مشيرًا إلى أنّهم عرفوا الآن “المتطفّلين ومن اصطف مع الآخرين ضد أبناء بلده ومن كان غير قادر على أن يُقهر بهذه العواصف العاتية” مؤكّدًا “نحن نرى بصيصًا من النور في نهاية النفق ونحن متفائلون بأن الآتي سيكون أفضل بإذن الله”.

التدخّلات الخارجيّة والدّور الأمريكي

 أكّد الثّلثي أنّ هناك صراعًا واضح المعالم داخل الأراضي الليبية سواء التدخل الفرنسي أو الرّوسي أو دول الخليج أو النفوذ المصري خاصةً على المنطقة الشرقية أو التّركي أيضًا، فالكل يعرف بأنّ هناك صراعات إقليميّة ودوليّة حول الساحة الليبية .

 وأضاف “لم تأت إلى يومنا هذا قيادة تستطيع أن تُمارس السياسة الخارجية بحنكة ودراية كافية” وفق قوله.

 وبشأن الدور الّذي ستلعبه أمريكا في ليبيا، توقّع الثّلثي أنّه سيكون محوريًّا خلال الفترة القادمة في ظلّ قيادة الرئيس الجديد جو بايدن، عكس نظام الرئيس السابق دونالد ترامب الّذي كان ذا شخصيّة متقلّبة وغريبة لم تشهدها الولايات المتّحدة طوال تاريخها منذ نشأتها”، باعتبار أنّه كان يدعم الحكومة الشرعيّة (حكومة الوفاق) في العلن لكن في المقابل يلعب دورًا خفيًّا في دعم الحلّ العسكري في ليبيا.

وأضاف أنّه يأمل خيرًا في قيادة الرئيس جو بايدن والّذي أظهر نوايا إيجابية باتخاذه قرار رفع منع السفر على مواطني 6 دول عربية، بما فيها ليبيا، إلى الولايات المتّحدة.

وأشار إلى أنّ بايدن رجل محنّك ويعي جيّدًا ما يحدث داخل ليبيا باعتبار زيارته الشهيرة في سنة 2004 ولقائه الرئيس الأسبق معمّر القذّافي مُعتقدًا أنّ سياسته تجاه البلد ستكون شفّافةً وفق تقديره.

المجلس الرئاسي الجديد

عبّر الثّلثي عن تفاؤله من تعيين أعضاء المجلس الرّئاسي الجديد باعتبار معرفته الشّخصيّة وقربه من الأعضاء المكوّنين وقدرتهم على توحيد اللّيبيّين باعتبار أنّهم يحظون باحترام كثيرين في المنطقة الشرقيّة.

توحيد الجيش

أكّد أشرف الثّلثي أنّ توحيد الجيش تحت راية واحدة أمر ممكن وليس مستحيلًا كما يرى البعض، فالقيادات العسكريّة اللّيبيّة والضبّاط على وفاق تامّ، “باستثناء شخصيّة حفتر الجدليّة والّتي قادت حربًا عنيفةً على العاصمة طرابلس”.

وأضاف أنّ الجميع في ليبيا أدرك عدم جدوى الحلّ العسكري في تجاوز الأزمة الليبيّة وأنّه لا بديل للحلّ السّياسي والحوار من خلال الرّجوع إلى المربّع الأوّل للقاء غدامس الّذي يدعو إلى تكوين حكومة وحدة وطنيّة، بعد فشل الهجوم على مدينة طرابلس، ما أدّى إلى ضياع سنتين في الحرب دون نتيجة تُذكر.