ثقافة

حياة الفهد… من طفولة قاسية إلى سيّدة الشاشة الخليجية


في مثل هذا اليوم 18 أفريل/ نيسان من العام 1948 ولدت الممثلة والمذيعة والكاتبة والشاعرة الكويتية حياة الفهد التي تعدّ من أبرز فنانات الخليج وهي الملّقبة بـ”سيّدة الشاشة الخليجية”.

والفهد بالإضافة إلى كونها ممثلة، لها محاولات شعرية ولديها القدرة على كتابة القصص والسيناريوهات، وقامت بكتابة العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية منها: “شيكات دون رصيد”، “سليمان الطيب”، “الدردور”، “الشريب بزة”، “الحريم”، “الفرية”، “الأخ صالحة”، “الداية”، “دمعة يتيم”، “الجليب”، “بياعة النخي”. ولها ديوان شعر واحد باسم “عتاب” صدر في نهاية سبعينيات القرن العشرين.

نشأة قاسية

ولدت حياة الفهد في منطقة شرق بالكويت، وفي الخامسة من عمرها انتقلت مع أسرتها إلى المرقاب، وتربت يتيمة بعد فقدانها والدها، وقد عانت من قسوة أمها عليها.

لم تكمل دراستها الابتدائية، إلاّ أنها تعلمت القراءة والكتابة بعد ذلك إثر شعورها بحاجتها إليهما، واستطاعت إتقان اللغتين العربية والإنجليزية.

ولم تكن حياة الصبية تخطّط لأن تكون ممثلة، غير أنها اكتشفت حبها للفن في بداية خمسينيات القرن العشرين، بعد أن شاهدت فيلما سينمائيا كان من بطولة الفنان فريد الأطرش، وأصبحت تتردّد بعد ذلك على قاعات السينما، وسرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تمارسها باستمرار.

وأثناء عملها في مستشفى الصباح بالكويت، زارت “فرقة أبو جسوم” المستشفى، وكانت زميلتها في العمل الإعلامية أمينة الشراح موجودة، وهناك سألهما أبو جسوم من منهما تريد العمل في التمثيل، فأجابت أمينة الشراح بأنها تريد أن تكون مذيعة وبأن حياة الفهد تريد أن تكون ممثلة، فسأل حياة إن كان أهلها يوافقون، وأبلغها بأنه سيعود بعد فترة إلى المستشفى لمعرفة الجواب.

وبعد التمهيد فاتحت الشابة والدتها برغبتها في التمثيل، لكنها رفضت ذلك وضربتها، وبعد فترة عادت “فرقة أبو جسوم” إلى المستشفى فسألها أبو جسوم إن كانت فاتحت أهلها بالموضوع، فأجابت بالنفي وطلبت منحها فرصة ثانية، وكانت كلما تفاتح والدتها بالموضوع تتعرض للضرب فتزداد إصرارا وعنادا. وبعد شهرين من المواجهات الصعبة قرّرت الإضراب عن الطعام، وصادف آنذاك أن التقى أبو جسوم أثناء عمله مع الجيش شقيقها وحاول إقناعه، فأبدى هذا الأخير ليونة وأقنع والدته بالأمر.

أبرز أعمالها

بدأت الفهد مشوارها الفني عبر مسرحية “الضحية” عام 1963، بينما كانت بدايتها في التلفزيون من خلال مسلسل “عايلة بو جسوم” والذي عُرض في العام 1964. لتقدّم بعدها العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية.

لُقّبت بـ”سيدة الشاشة الخليجية” وبرز هذا اللقب كثيرا حين وُضع

في مقدمة مسلسل “جرح الزمن” للكاتبة فجر السعيد. كما أنها عملت مذيعة في إذاعة الكويت ما بين عام 1965 و1968، وقدّمت عددا من البرامج الإذاعية مع أمل عبد الله وجاسم كمال.

ومن الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية التي شاركت فيها: “مارغريت”، “أم هارون”، “حدود الشر”، “السدرة”، “مع حصة”، “غنيمة وغنايم”، “رمانة”، “بياعة النخي”، “أحلام الزرازير”، “حال مناير”، “الجدة لولوة”، “رفعت الجلسة”، “سواها البخت”،”البيت بيت أبون”، “دلال وزوجة طلال”، “حبر العيون”، “خارج الأسوار”، “ذكريات منسية”، “دموع وابتسامات”، “بو مرزوق”، “سيف العرب”، “الجانب الصعب”، “بيت العزوبية”، “عاد ولكن”، “من طاع ضاع” “عواطف”، “ليلة عيد”، “دمعة يتيم”، “الداية”، “يا هل الشرق”، “جبروت امرأة”، “عندما تغني الزهور”، “صح النوم يا عرب”، “قلوب متحجرة”، “وطن الإنسان”، “الدردور”، “المقدر كاين”، “الطير والعاصفة” وغيرها الكثير.

وكعادتها تحضر الفهد في الموسم الرمضاني الحالي عبر مسلسل “سنوات الجريش” للمخرج مناف عبدال عن نص لمحمد النابلسي، وهو الذي يطرح تغيّر أحوال الكويت ما بين ليلة وضحاها مع نشوب الحرب العالمية الثانية، التي تصل إلى الخليج، وتتسبّب الألغام في إيقاف الناس عن أعمالهم، وخاصة الصيد، فيقرّر غيث ابن سلطانة (حياة الفهد) السفر لتنتظر طويلا عودته.

وفي السينما لها ثلاثة أفلام، هي: “بس يا بحر” و”الصمت” و”نجد”.

مسيرتها مع سعاد عبد الله

قدّمت حياة الفهد ثنائية ناجحة مع سعاد عبد الله، وكانت ثمرة هذا التعاون أعمالا تعدّ بصمة من بصمات الفن الخليجي، منها: “رقية وسبيكة”، “على الدنيا السلام”، “خالتي قماشة”، “سليمان الطيب”، “خرج ولم يعد”، “درس خصوصي”، “عيال الذيب” و”البيت بيت أبونا” وغيرها الكثير.