في مثل هذا اليوم 9 مارس/ آذار من العام 1924 وضعت مريانا ميخائيل زكور في مدينة اللاذقية (الساحل السوري) مولودا بهيّ الطلعة أسمته حنا، ويسمّيه الناس “الياطر” نسبة إلى رواية تحمل الإسم ذاته كتبها في العام 1972.
حديثنا هنا عن الروائي السوري الراحل حنا مينه الذي توفّي في الحادي والعشرين من شهر أوت/ أغسطس 2018 عن عمر ناهز الـ94 عما مخلفا وراءه نحو أربعون رواية تنهل من الواقعية الاجتماعية في احتفاء سردي بالبحر وأهله.
أهم الأخبار الآن:
ومينه يعدّ أحد كبار كتاب الرواية العربية، تحوّلت بعض رواياته إلى مسلسلات على غرار “المصابيح الزرق” و”نهاية رجل شجاع” كما حوّلت رواياته إلى السينما في خمس تجارب من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بسوريا.
الأولى كانت من خلال فيلم تجريبي هام قدّمه المخرج العراقي الشهير قيس الزبيدي، ولم يشارك الفيلم الذي صور باللونين الأبيض والأسود في أي مهرجان سينمائي داخل سوريا أو خارجها، بل لم يعرض على امتداد ما يزيد عن الأربعين عاما.
أما الفيلم الثاني فكان عن رواية “بقايا صور”، وقد أخرجه نبيل المالح وحقّق من خلاله ثلاث جوائز، هي: الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي في الدورة الثانية، وجائزة أفضل إخراج في مهرجان قرطاج السينمائي وجائزة أفضل ممثل من آسيا وإفريقيا للفنان أديب قدورة.
أما التجربة الثالثة فاختزلت في فيلم “الشمس في يوم غائم”، لمخرجه محمد شاهين وقد نال من خلاله أيضا ثلاث جوائز، وهي: أفضل تصوير لجورج لطفي الخوري في مهرجان دمشق السينمائي 1985، الجائزة التقديرية من كارلو فيفاري 1985 وجائزة أحسن سيناريو لمحمد مرعي فروح في مهرجان قيرغيزيا السينمائي.
في حين لم يحقّق فيلم “آه يا بحر” أية جائزة، كما لم يشارك فيلم “الشراع والعاصفة” في المهرجانات السينمائية إلاّ في أضيق الحدود بسبب أوضاع الحرب في سوريا في العشرية الأخيرة.
عاش حنا طفولته في إحدى قرى لواء الإسكندرون على الساحل السوري، وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية وهي عشقه وملهمته بجبالها وبحرها.
كافح كثيرا في بداية حياته وعمل حلاقا وحمالا في ميناء اللاذقية، ثم بحارا على السفن والمراكب، كما اشتغل في مجالات كثيرة أخرى منها صيانة الدراجات، وتربية الأطفال في بيت سيد غني. واشتغل أيضا مهنة عامل في صيدلية و صحافي أحيانا، مرورا بكاتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، فموظف في الحكومة وصولا إلى روائي.
بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية “دونكيشوتية” التي ضاعت من مكتبته فتهيّب من الكتابة للمسرح، ثم كتب روايات وقصص كثيرة بعد ذلك، زادت عن 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة، منها عدة روايات خصصها للبحر الذي عشقه وأحبه. كتب القصص القصيرة في بداية أربعينات القرن الماضي ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها.
أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت “المصابيح الزرق” في العام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك.
وحنا أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان، هما سليم الذي توفي في الخمسينيات في ظروف النضال والحرمان والشقاء، والآخر سعد، أصغر أولاده، وهو ممثل معروف شارك في بطولة المسلسل التلفزيوني “نهاية رجل شجاع” المأخوذ عن رواية والده. كما لديه ثلاث بنات وهنّ سلوى الطبيبة وسوسن المتحصلة على شهادة في الأدب الفرنسي، وأمل المهندسة المدنية.
أضف تعليقا