تونس سياسة

حمّة الهمّامي: مقاطعة الانتخابات المحليّة إدانة لسلطة قيس سعيّد ومشروعه السياسي

اعتبر أمين عام حزب العمّال نسب الإقبال على الاقتراع الأحد الماضي، “نتيجة مهزلية لمهزلة انتخابية”، قائلا إنه بقطع النظر عن صحّة الانتخابات من عدمها، فإن نسبة الإقبال عليها هزيلة ولا تختلف عن نسب المحطات التي سبقتها.

وذكّر الهمّامي، في حديث حصري إلى بوّابة تونس، بنسبة الـ11٪ في الانتخابات البرلمانية، وبأقل من الثلث في الاستفتاء في الدستور، وبنسبة الـ5% في الاستشارة الوطنيّة حول التعليم، متسائلا: “هل بهذه النسب يمكن بناء السلطة التشريعية؟”.


النتائج المهزليّة إدانة للسلطة

واعتبر أن هذه النتيجة “المهزليّة” تمثّل إدانة لسلطة الانقلاب ولمشروع قيس سعيد الاستبدادي الدكتاتوري؛ مشروع الحكم الفردي المطلق. 

وقال الهمّامي: “صحيح ثمة عزوف ونوع من الإحباط، لكن حتى في الانتخابات في زمن كانت فيه الديمقراطية التمثيلية متعفنة، كانت نسب الإقبال على الانتخابات أكثر من ذلك وتتجاوز الـ40٪.

وتساءل الهمّامي: “كيف يمكن للمواطن أن يذهب إلى الانتخابات البرلمانيّة وهو مقتنع بأنها ستفرز برلمان دمى منزوع الصلاحيات، وبأن كل السلط تتركّز بيد قيس سعيّد، وكل الاختيارات الكبرى مثل تعيين الحكومة أو إقالتها عند رئيس الدولة؟”، مضيفا: “كيف لمن تجاهل الانتخابات البرلمانيّة أن يُقبل على انتخابات محليّة لتركيز مجلس أقاليم لا يعرف مهامه؟”.

واعتبر الهمّامي في حديثه إلى بوّابة تونس أنه لا وجود لانتخابات دون أحزاب سياسيّة، ودون قائمات متنافسة حول برامج، مشيرا إلى أن ذلك ممنوع ويفرغ الانتخابات من جوهرها.

وشدّد أمين عام حزب العمّال على أن قيس سعيّد لا يؤمن بالحريّات، ويؤمن فقط بحكم فردي مطلق دون أحزاب ولا نقابات، مذكّرا باستهداف اتحاد الشغل والعمل النقابي والاستعداد لاستهداف المجتمع المدني وفعاليّاته من خلال مشروع قانون الجمعيّات الجديد.

وأشار الهمّامي إلى غياب فئتين رئيسيّتين عن المشهد؛ الشباب والمرأة، متسائلا ماذا وفّر قيس سعيّد ونظامه للشباب الذي يغامر بالهروب من “الجحيم” حسب تعبيره. واعتبر أنه من الطبيعي أن يقاطع الشباب النشاط السياسي ولا يُقبل على الانتخابات وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة.

وحول النظام السياسي الذي يطرحه قيس سعيّد، نفى الهمّامي أن يكون مشروع سعيّد بناء قاعديّا، مبيّنا أن تفاصيل المشروع السياسي تأتي من الأعلى.


من يقوم بانقلاب عاجز عن بناء ديمقراطية شعبية

واعتبر أن من يقوم بانقلاب لا يمكنه أن يبني ديمقراطية قاعدية حقيقيّة أو ديمقراطية شعبية، مشيرا إلى أن المؤسسات التي يعمل سعيّد على تركيزها ليست لديها سلطة وأن سلطة القرار في كل شيء بيد سعيّد.

يذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد قال في تعليقه على نتائج الانتخابات المحلية التي تم تنظيمها الأحد الماضي: “إن العزوف عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع هو نتاج رفض عامة التونسيين فكرة البرلمان، ولا بدّ من الوقت ليسترجع التونسيون ثقتهم في من يتولون أمرهم، لأن الديمقراطية النيابية لا بدّ منها”.

وأضاف سعيّد خلال زيارته مصنع الفولاذ، أمس الثلاثاء، أنه يفضل تقديم نتائج وأرقام حقيقية على أن يتم نشر نتائج مزيفة تفوق الـ90٪.

وأشار الرئيس إلى أن التونسيين عاشوا في ظل برلمانات صوريّة، وبعد ذلك برلمانات مكوّنة من مافيات، دون تعميم ذلك، مستغربا من مفارقة استشهاد التونسيين أيام الاستعمار من أجل انتخاب برلمان تونسي ورفضهم اليوم فكرة البرلمان.

ووجه خطابه إلى المنتخبين في المجالس المحلية، مشدّدا على أنهم مسؤولون أمام من انتخبوهم بغض النظر عن نسبة الأصوات التي تحصلوا عليها.

يذكر أن مجلس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات صادق اليوم الثلاثاء على النتائج الأولية لانتخابات أعضاء المجالس المحلية لسنة 2023 في دورتها الأولى.

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للدور الأول لانتخابات أعضاء المجالس المحلية التي تمّ إجراؤها الأحد 24 ديسمبر الجاري، اليوم الأربعاء.

يشار إلى أنّ النسبة العامة للإقبال على التصويت في الدور الأول من انتخابات المجالس المحلية بعد فرز المحاضر بلغت 11.84٪، وفق ما أعلنت عنه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

يذكر أنّ العدد الجملي للمقترعين بلغ مليونا (1) و59 ألفا و4 مقترعين من مجموع عدد المسجلين البالغ عددهم 9 ملايين و80 ألفا و987.

معتقلو 25 جويلية