وحمل مقطع فيديو عنوان “لن نترك الساح.. لن نسقط السلاح”.
وأظهرت المشاهد مقاتلي حزب الله يدخلون منشأة وبنى عسكرية تحت الأرض.
وظهرت أيضا صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اغتيل بغارة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر الماضي.
وتضمنت اللقطات راجمات صواريخ وتجهيزات داخل المنشأة العسكرية، في إطار الاستعداد لإطلاقها صوب أهداف إسرائيلية.
وكان الحزب قد نشر، في 16 أوت الماضي، مقطعا مصوّرا بعنوان “جبالنا خزائننا” يظهر منشأة “عماد 4” لإطلاق الصواريخ، ووصفها خبراء عسكريون بمنشأة استراتيجية.
وقال موقع المنار التابع لحزب الله آنذاك إن “اللافت في الأمر هو حجم المنشأة ومداها تحت الأرض وما تحمله من رسائل للعدو الإسرائيلي بأن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات”.
وقال خبيران عسكريان إن منشأة “عماد 5” التي عرضها حزب الله ذات قيمة استراتيجية، واعتبرا الكشف عنها في هذا التوقيت يحمل دلالات ورسائل عسكرية مهمة.
وأوضح الخبير العسكري العميد إلياس حنا -في حديث إلى قناة الجزيرة- أن هذه المنشأة تأتي في سياق الكشف عن منشآت سابقة مثل “عماد 4″، مبينا أن هذه المنشأة قادرة على استيعاب عدد كبير من الجنود والصواريخ بعيدة المدى ذات القيمة الاستراتيجية.
وأضاف حنا، وهو عميد لبناني متقاعد، أن الصواريخ بعيدة المدى “تطلق من تحت الأرض من مكان ما، ومن ثم يتوارى المقاتلون (بعيدا) عن الأنظار بعد الإطلاق”، مثلما حدث في حرب لبنان الثانية صيف 2006.
ونشر الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني، مساء اليوم الأحد، مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم “عماد 5″، وذلك بعد شهرين ونصف الشهر من بث مشاهد منشأة “عماد 4“.
وتضمنت اللقطات راجمات صواريخ وتجهيزات داخل منشأة عسكرية تحت الأرض، في إطار الاستعداد لإطلاقها صوب أهداف إسرائيلية.
وتوقع حنا أن يكون تصوير منشأة “عماد 5” قد تم بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله أواخر سبتمبر الماضي، في رسالة مفادها أن “لا شيء تغيّر”، خاصة مع العنوان الذي صاحب الفيديو “لن نترك الساحة.. لن نسقط السلاح“.
ورجح أن منشآت عسكرية ذات قيمة استراتيجية مثل هذه “لن تكون على الخطوط الأمامية”، متوقعا أن تكون بعيدة بالحد الأدنى عن الحدود بين 20 و25 كيلومترا، وذلك حسب نوعية السلاح الموجود داخلها.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال، الثلاثاء الماضي، إن حزب الله لم يعد يحتفظ إلا بنحو 20% فقط من القدرة الصاروخية والقذائف التي كانت لديه قبل الحرب.
وأكد الخبير العسكري أن الهدف من هذه الصواريخ هو قصف العمق الإسرائيلي، حيث يكون الصاروخ كبيرا وذا رأس حربي ثقيل، مبينا أن الصواريخ “النوعية” التي يتحدث عنها حزب الله يقصد بها “الدقة، والمدى، وحجم الرأس الحربي“.
وقال إن هذه المنشآت تحت الأرض في جنوب لبنان مختلفة كليا عن أنفاق قطاع غزة، حيث طبيعة الأرض في القطاع الساحلي رملية ويتم تحصينها بالإسمنت المسلح.
وفي السياق ذاته، يعتقد الخبير العسكري العميد حسن جوني أن حزب الله أراد التأكيد أن “البنى التحتية الدفاعية للمقاومة ما زالت بخير“.
ويكشف فيديو “عماد 5” عن شبكة أنفاق واسعة وبأعماق كبيرة “تسهل فيها الحركة، وتتضمن منصة إطلاق صواريخ استراتيجية”، وفق حديث جوني إلى الجزيرة.
ويبين جوني، وهو عميد لبناني متقاعد، أن هذه المنشأة “لا يوجد لها فوق سطح الأرض سوى فتحة مموهة لإطلاق الصواريخ، وبذلك يمكن إطلاقها من دون أي شبهات“.
وخلص إلى أن إمكانية إطلاق الصواريخ لدى حزب الله مستمرة، “وهو ما يشكل تحدّيا للقوات الجوية الإسرائيلية للبحث فوق كامل السطح اللبناني عن هذه الفتحات الضيقة والصغيرة والمتعددة”.
وكان حزب الله قد أعلن، الخميس الماضي، عن مقتل أكثر من 95 جنديا وضابطا إسرائيليا وإصابة نحو 900 آخرين منذ بدء التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل أكثر من شهر.
وأوضح حزب الله -في بيان- أن مقاتليه دمروا 42 دبابة من طراز ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، بالإضافة إلى إسقاط 5 طائرات مسيرة إسرائيلية.