فاز مسلسل “حرقة” الذي أنتجته التلفزة التونسية بالجائزة الأولى في مهرجان ماتيرا الدولي للمسلسلات التلفزيونية بإيطاليا، والذي تنعقد فعالياته من غرة جوان والرابع منه بإقليم بازيليكاتا جنوب إيطاليا.
وذلك وسط مشاركة عديد الدول من مجموعة دول البحر الأبيض المتوسط على غرار تركيا، الجزائر، المغرب، إيطاليا، فرنسا، بالإضافة لدول أمريكا اللاتينية المُشاركة بدورها في المهرجان.
ويتناول مسلسل “حرقة” في جزأيه (2020 و2021) قضية الهجرة السرية من منطلقات مُغايرة للمضامين السائدة، وفق رؤية تُسلّط الضوء على معاناة المهاجرين غير الشرعيين من تونسيين وأفارقة في شمال البحر الأبيض المتوسط، وهو من بطولة وجيهة الجندوبي، عائشة بن أحمد، مهذب الرميلي، رياض حمدي، ياسمين بوعبيد، أسامة كشكار، ريم الحمروني، مالك بن سعد وآخرين.
ويقتفي المخرج الأسعد الوسلاتي في “حرقة” أثر مراكب الموت التي تحمل على متنها تونسيين وأفارقة في رحلات مجهولة المصير نحو الضفة الأخرى من المتوسط، كسعي منهم لضمان غد أفضل ينتشلهم من الحرمان والخصاصة، فينجو بعضهم ويهلك غالبيتهم.
كما يُعالج المسلسل الذي كتب نصه وحواره السيناريست عماد الدين الحكيم الجانب الآخر من المعاناة، تلك التي يتكبّدها الآباء والأمهات في سعيهم المضني لانتشال جثث أبنائهم الذين غرقوا في البحر ومن ثمة دفنها، أو من خلال انتظارهم لمكالمة هاتفية تُطمئن قلوبهم الملتاعة، مكالمة قد تأتي وفي الغالب لا تأتي.
وتعني كلمة “حرْقة” باللهجة التونسية الهجرة غير الشرعية، وهو مصطلح يحمل العديد من الدلالات من بينها تجاوز القانون وخطر الموت والانطلاق نحو المجهول، وربّما حُرقة الأولياء بعد فقدهم لأبنائهم.
وفي رصيد الأسعد الوسلاتي أربعة أعمال درامية كمخرج، وهي: “المايسترو” و”أنبيلونس” (سيارة إسعاف) وسيتكوم “دار العزاب” و”حرقة”، كما في رصيده مجموعة من التجارب كمساعد مخرج في أفلام عالمية على غرار “النمر والثلج” لروبرتو بينيني و”باريا” لغيوزبي تورنتوري و”الذهب الأسود” لجون جاك أنو.