بعد توقّف ليومين، يستنأف مونديال قطر منافساته اليوم الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول، بإجراء مباراتي البرازيل وكرواتيا، والأرجنتين وهولندا، في صدامات قوية بين أفضل نجوم الكرة في العالم، رهانها التأهّل إلى نصف النهائي.
وتعدّ هذه المباريات اختبارات جدية للمنتخبات الطامحة إلى التتويج باللقب، حيث لم يسبق لها مواجهة منتخبات كبرى في الأدوار السابقة.
في المباراة الأولى، يسعى نجوم البرازيل إلى رقصة جديدة اليوم على حساب وصيف بطل العالم كرواتيا، فنيمار وزملاؤه لديهم أسبقية تاريخية على منافسهم، حيث فازوا في المباريات الثلاث التي جمعتهم، اثنان منها كانت في كأس العالم (2006 و2014).
المنتخب البرازيلي، رغم الغيابات من الجانب الأيسر بعد إصابة المدافع اليكس تيليس، يعمل على استغلال قوّته الهجومية بقيادة ريتشارليسون، ليضرب بقوة منذ البداية ومفاجأة خصمه، على غرار ما حدث في لقاء كوريا الجنوبية السابق.
أما منتخب قمصان الشطرنج كرواتيا، فلن يخشى المنافس البرازيلي، متسلّحا في ذلك بصلابته الدفاعية وخبرة لاعبيه بقيادة النجم لوكا مودريتش.
كرواتيا، وإن لم تقدّم كرة قدم لافتة في هذه البطولة، (مرّت بتعادلين وفوز على كندا في الدور الأول، وانتصرت على اليابان بركلات الترجيح في ثمن النهائي)، فإنّها تبقى منتخبا عملاقا خبيرا بمثل هذه المواعيد الكبرى، كيف لا وهو وصيف بطل النسخة الأخيرة في روسيا.
في المباراة الثانية، يبدو الصدام أقوى، بالنظر إلى حجم المتنافسين. مواجهة هولندا والأرجنتين كلاسيكية في كأس العالم، باعتبار أنّها تتكرّر للمرة السادسة، حيث تعكس نتائج اللقاءات السابقة بينهما حجم المنافسة والندّية. ففي خمس مباريات سابقة فاز كل منتخب بمواجهتين، وحسم التعادل مباراة مونديال 2006، لكنّ الأرجنتين كانت تحتاج إلى ركلات الترجيح للمرور أمام هولندا، حصل ذلك سنتي 1978 و2014.
في الأرجنتين، كل الأضواء مسلّطة على ليونيل ميسي، وكل الآمال معلّقة على قدميه وموهبته، فهو القائد والرجل الذي قاد منتخب بلاده إلى هذا الدور.
يرى الجمهور والمتابعون أنّ تأهّل الأرجنتين رهين تألّق القائد رقم عشرة، باعتبار أنّ بقية اللاعبين غير قادرين على إحداث الفارق بمفردهم.
ويعتبر المنتخب الهولندي عقبة كبرى في طريق حلم الأرجنتين وميسي للوصول إلى اللقب، الغائب عن التانغو منذ سنة 1978.
ويعاني المدرّب الأرجنتيني ليونيل سكالوني من بعض المشاكل في اختيار التشكيلة نظرا إلى إصابة بعض اللاعبين المؤثّرين وعدم تأكّدهم من المشاركة، وفي مقدّمتهم متوسط الميدان القوي رودريغو دي بول.
في الجهة المقابلة، لن يدخل المنتخب الهولندي المباراة للسياحة، فهو مراهن جدي على اللقب ومنتخب يمتلك كلّ مقوّمات النجاح وقادر على هزم الأرجنتين.
بمدرّب خبير اسمه لويس فان غال وترسانة نجوم قوية مكتملة الصفوف، يدخل المنتخب البرتقالي المواجهة وعينه على مقعد في نصف النهائي، حيث أعدّ خطة محكمة لإيقاف ميسي، سيكون المدافع فيرجيل فان دايك أحد المكلّفين بتنفيذها.