جيرولد بوست: المحلل النفسي الذي حلّل شخصيات زعماء العالم
tunigate post cover
عالم

جيرولد بوست: المحلل النفسي الذي حلّل شخصيات زعماء العالم

بلغت دقّته في التحليل النفسي واستقراء العقل الباطن، أنْ توقّع ردّ فعْل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، تجاه نتائج الانتخابات
2020-12-08 22:38

بلغت دقّته في التحليل النفسي واستقراء العقل الباطن، أنْ توقّع ردّ فعْل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، تجاه نتائج الانتخابات بشكل مطابق لما حدث لاحقا بأسابيع قليلة، “إذا نجح ترامب مثلما حدث عام 2016، فسيجعله انتصاراً أكبر ويتحدث عن التزوير الانتخابي من جانب الديمقراطيّين، أما إذا خسر بفارق ضئيل، أعتقد أنه لن يتنازل مبكّرا”.

هكذا رسَم البروفيسور جيرولد بوست أستاذ علم النفس – قبل وفاته المفاجأة بفيروس كورونا أواخر نوفمبر الماضي – خطًّا بيانيا لسلوك ترامب وتصرفاته ومواقفه المتوقّعة، اعتمادًا على تحليل نفسي معمّق، ودراسة مُطوّلة للأبعاد المركّبة لشخصيّته.

جيرولد بوست، أكثر من مجرّد خبير نفساني يجلس وراء مكتبه الطبي، ليقدم نصائح وقراءة للأبعاد النفسية لمرضاه، فالرجل يُعتبر واحدًا من أبرز الخبراء في مجاله، والذي قاده للعمل في الحقل الاستخباراتي طوال أكثر من 20 سنة.

سنة 2019 اشتغل بوست مطولًا على شخصية ترامب، بنزعاته النرجسية وأسلوبه الهجومي وطريقته الخطابية وطرحه الشعْبوي، ونشَر خلاصة أبحاثه في كتاب “كاريزما خطرة”: التحليل النفسي السياسي لدونالد ترامب وأتباعه”.

المحلل النفسي للشخصيات الزعماء

طوال مسيرته التي تلازم خلالها البحث العلمي بالميدان الاستخباراتي، تحوّل بوست إلى مرجع في تحليل الشخصيات السياسية، وسلوكهم حتى عُرف بأنه الرجل “الذي عرف كيف يسْبر عقول زعماء العالم”.

انضمّ بروفسور علم النفس العبقري، إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أوائل السبعينات، وأشرف على تأسيس وحدة تحليل الشخصية والسلوك السياسي بالوكالة، والتي لعبت دورًا مركزيا في تفكيك شخصيات القيادات السياسية، والخلفيات التي أسهمت في تشكيلها، ورسم معالم ردود فعلها وكيفية التعامل معها.

تميّزت أبحاثه وتحليلاته بعمقها الشديد، وإحاطتها بكل العوامل التي تدخل في تركيبة الشخصية، والعوامل الثقافية والاجتماعية المؤثرة فيها، ما مكّنه من رسْم ملامح دقيقة، لما يمكن أنْ نُطلق عليه “الخارطة النفسية” لعديد من الزعماء، على غرار فيدال كاسترو والرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومعمر القذافي.

“ننظر إلى القادة الأجانب في سياقهم الثقافي والسياسي، ونقيس بناء على ذلك إلى أيّ درجة يعبّرون عن صراعات شخصية على الساحة السياسية والدولية”، هكذا يختزل بوست أسلوبه في التعاطي مع القيادات السياسية، انطلاقًا من نظريّة تأثير وانعكاس المركبات الذاتية الكامنة في عقلهم الباطن، على فعْلهم السيّاسيّ وأدائهم (الذاتي).

 التعامل مع الأزمات والمفاوضات

ساعد أسلوب بوست الإدارة الأمريكية في توجيه مفاوضات كامب ديفيد بين السادات ومناحيم بيغن سنة 1978، حيث قدّم لجيمي كارتر تقريرًا عن الخصائص التي تُميّز كلا الشخصيّتيْن، ما ساعد الرئيس الأمريكي في وضع إستراتيجية التفاوض والتأثير على الجانبيْن.

في كتابه الذي خصّصه لسيرته الذاتيّة والمهنيّة، اعترف بوست أنّ تجربة كامب ديفد أثبتت نجاعة طريقته، مضيفًا: “بعد كامب ديفيد، نادراً ما كانت تُعقد قمّة كبيرة من دون أنْ يُطلب منّا إعداد لمحات شخصيّة وتحليلات للزعماء الأجانب”.

ساعدت تحليلات الرجل، مسؤولي الاستخبارات والرؤساء والمسؤولين رفيعي المستوى، في الإعداد للّقاءات الدبلوماسية وإدارة المفاوضات والأزمات.

تفرّغ البروفسور للعمل الأكاديمي منذ أواخر التسعينات، لكنْ لم يحُل ذلك دون استنجاد البيت الأبيض بخدماته سنة 2002، خلال الإعداد لغزو العراق بهدف رسْم ملامح شخصيّة صدام حسين، وقياس تهديداته العسكرية التي  لوّح بها، وانتهى إلى وصفه في تقرير مفصل بأنه “نرجسي، يعاني من سيطرة فكرة الأمجاد والعظمة”.

ألّف الدكتور بوست 14 كتابًا في مجال تحليل الشخصيات للإرهابيّين والسياسيّين، ما جعله واحدًا من عباقرة هذا الاختصاص، متفوّقًا ربّما على سيغموند فرويد مؤسّس هذا العلم.

عبقريّة تختزلها كلمات زميله الباحث الأكاديمي كينيث ديكليفا:  كان “عملاقاً في مجال تحليل القيادة، ورائداً في وكالة الاستخبارات المركزية، ورؤيته لعلم النفس لا مثيل لها”. 

المخابرات الامريكية#
جيرولد بوست#
دونالد ترامب#
صدام حسين#
فيدال كاسترو#
معمر القذافي#

عناوين أخرى