جعفر القاسمي يُعلي علم الوطن مسرحا في صفاقس
tunigate post cover
ثقافة

جعفر القاسمي يُعلي علم الوطن مسرحا في صفاقس

مسرحية "درابو" لجعفر القاسمي.. تجذير للقيم الوطنيّة وتحذير من ضياع البلاد اعتمادا على المجاز والكوميديا السوداء
2023-08-16 13:30

تابع عشّاق الفنّ الرابع في صفاقس (وسط تونس)، أمس الثلاثاء 16 أوت، عرض مسرحية “درابو” (العلم الوطني) للممثل جعفر القاسمي، وذلك ضمن فعاليات النسخة الـ43 لمهرجان صفاقس الدولي.

انطلاق هذا العرض الذي تابعه ما يقارب الـ6 آلاف متفرج، بالمسرح الصيفي سيدي منصور، حسب مصادر أمنيّة، كان استثنائيا، حيث استُهلّ برفع العلم التونسي من قبل الجمهور الحاضر، وذلك على أنغام النشيد الوطني.

وتروي مسرحية “درابو”، وهي كوميديّة من نوع “وان مان شو”، قصة عائلة تونسية وارثة لحقل أو ما يعرف بـ”سانية” أو “حوش”، وتتناول العديد من القيم وكذلك الظواهر الاجتماعية مثل صلة الرحم، المخدّرات، موت الأحلام، وتدهور المدرسة العمومية وقيمة المربّي، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الإنسانيّة والعائلية والاجتماعيّة، ومدى انعكاس جميع هذه الظواهر على قيم الوطن لدى أبنائه وارتباطهم وتعلّقهم به، وذلك من خلال الحفر والنبش في الواقع السياسي والثقافي والنفسي الاجتماعي للمجتمع التونسي.

وقال جعفر القاسمي، في مستهلّ مسرحية “درابو”، مُقارنا بين تونس وفرنسا: “يعتقد الجميع أن فرنسا هي الجنّة في حين أنّ تونس هي العز”.

ومن على مسرح سيدي منصور، الذي يعود إليه بعد غياب ثماني سنوات، بعث القاسمي من خلال مسرحية “درابو” بالعديد من الرسائل، على غرار الابتعاد عن العالم الافتراضي، مُعتبرا إيّاه مُدمّرا للأخلاق ومُشجّعا على السبّ والثلب والشتم وهدر للأخلاق والقيم الإنسانية، داعيا أبناء الوطن إلى التآزر الأسري والوحدة الوطنية من أجل حماية البلاد من الخيانات الداخلية والخارجية.

واعتمد جعفر في مسرحيته المجاز كأسلوب إبداعي قائم على التشبيه، وكذلك الاستعارة والكناية، حيث شبّه الوطن بالحقل الذي تدور فيه أحداث المسرحية بمختلف أطوارها، كما شبّه أنواع الغلال التي تنمو فيه بالكفاءات والأدمغة التونسيّة التي تُهاجر الوطن تاركة خلفها، فراغا داخله، واللصوص الذين سرقوا غلال “السانية” (الحقل)، بالخونة الذين خانوا الوطن من الداخل والخارج ونهبوا خيراته.

وقال في نهاية المسرحية: “هوما يسرقوا الغلة وأحنا نزرعوا السانية من جديد.. هوما يحرقوا وأحنا انطفيوا.. هوما يهدّوا وأحنا نبنيوا.. لو كان يردوها رماد لا نسلموا فيها البلاد.. نحبك يا خضراء.. ردوا بالكم على السانية والعلم”.

ولقي العمل رغم مباشرته وشعبويته في بعض المقاطع، استحسانا وتفاعلا من قبل الجمهور الحاضر الذي فاق عدده، ليلة أمس، ستة آلاف مُتفرّج، لا فقط لإضحاكهم، بل كذلك للمضامين التي أرسل بها القاسمي من خلال المسرحيّة وحبّ الوطن.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي تلا العرض، قال جعفر القاسمي: “إنّ دور الفنّان ينتهي بانتهاء العرض، ليبقى العمل الفني ملكا للجمهور لتقييمه”.

وعن مشاريعه الفنّية المستقبلية، أعلن أنّه سيخوض قريبا، تجربة جديدة مع إذاعة “ديوان” الخاصة.

وجعفر القاسمي، من مواليد 4 سبتمبر 1974، هو بالأساس ممثّل ومخرج، قدّم العديد من المسرحيّات على غرار “جعفرية”، “ريتشارد الثالث”، “الشمع”، “حقائب” وغيرها.

كما له العديد من المشاركات في الدراما التونسيّة، إضافة إلى تقديمه لبرامج تلفزيون الواقع وبرامج إذاعيّة.

وفي خصوص المسرحيّة، أكّد عدد من المُشاهدين لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات): “أنّه رغم ما مرّت به البلاد من هزّات وتقلبّات منذ 2011، فإنّ حبّ الوطن يبقى ساكنا فينا، وتونس لا بدّ أن تظلّ شامخة”.

تونس#
مسرح#
مهرجانات#

عناوين أخرى