تظاهر مئات المواطنين في مدينة جرجيس بولاية مدنين (جنوب شرق)، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم المفقودين جرّاء غرق مركب للهجرة غير النظامية منذ أكثر من شهرين.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّل مئات الأشخاص من الميناء التجاري بجرجيس نحو وسط المدينة، حيث ألقى عدد من أهالي المفقودين كلمات أمام الحشد.
وطالب أهالي المفقودين السلطات المركزية في تونس بكشف الحقائق وإماطة اللثام عن حيثيات دفن بعض الجثث في مقبرة “الغرباء”.
وفي العاصمة، نظم عشرات المواطنين وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي دعما لأهالي المفقودين في مدينة جرجيس، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لفائدتهم، والتسريع بكشف الحقائق.
وكان الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، أكّد بدوره أن عددا من ناشطي المجتمع المدني ومن المنظمات الوطنية يؤدون اليوم زيارة تضامنية لجرجيس، دعما لأهالي المدينة.
وفي سياق متصل بالأوضاع في جرجيس، قرّر المكتب التنفيذي الموسّع للاتّحاد الجهوي للشغل بمدنين، اليوم، تأجيل الإضراب العام بجرجيس، المبرمج يوميْ الخميس والجمعة.
وأوضحت مصادر محلية أنّ قرار تأجيل الإضراب جاء بعد وعود تلقاها الاتحاد من الحكومة بالتدخل العاجل.
وأمس الثلاثاء، أشار الرئيس قيس سعيّد- على هامش استقباله وزير الداخلية توفيق شرف الدين- إلى متابعته حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بجرجيس، وإيلائها الاهتمام اللازم والإلمام بكل التفاصيل المتعلقة بهذا الملف للوصول إلى الحقيقة كاملة.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، منعت قوات الأمن مسيرة احتجاجية لأهالي جرجيس- نددوا بتعامل السلطة مع ملفّ مفقودي المدينة- مستعملة القوة والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، فضلا عن توقيف العشرات من المتظاهرين.