أثارت فتوى دينية تحرم الاحتفال بالعادة الرمضانية السنوية “قرنقشوه” في سلطنة عمان والخليج العربي، حالة من الغضب والجدل الافتراضي، ما بين مؤيدين للفتوى والقول بحرمانية هذه العادة، وبين مدافعين عنها بدعوى أن مناسبة لإدخال الفرح على الأطفال بعيدا عن أي شبهات دينية.
وكان مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان الشيخ للشيخ كهلان بن نبهان الخروصي قد أفتى سنة 2018 بأن “قرنقشوه” عادة محرمة ولا تمت بصلة للتراث المحلي العماني، إذ تعتبر “تقليدا وثنيا حسب ما أثبته علماء الأنثروبولوجيا” وفق قوله، مضيفا أن الكنيسة المسيحية قامت بتبني عدد من الاحتفالات الوثنية من بينها هذه العادة، وأطلقت عليها تسمية “عيد جميع القديسين”، ويخرج فيها الأطفال ليقوموا بجولة حول المنازل المجاورة لهم وطلب الحلوى من أصحابها.
ويعتبر “القرنقشوه” تقليدا اجتماعيا شهيرا في سائر دول الخليج العربي وسلطنة عمان، وتسمى “الكرنكعوه” في قطر و “القرقيعان” في الكويت، وتقام في منتصف شهر رمضان حيث يخرج الأطفال بعد الإفطار في مجموعات مرددين أغنيات وعبارات شعبية متصلة بهذه العادة، ويجوبون الأحياء والمنازل حاملين فانوس رمضان التقليدي ومرتدين الملابس الزاهية، ويقدم لهم أصحاب البيوت الحلوى والفطائر والنقود والمكسرات.
ويشارك في الاحتفال بالقرنقشوه” الكبار والصغار، حيث يجهزون الملابس الجديدة، قبل عدة أيام ويشترون الحلويات والمكسرات استعدادا لليوم الرابع عشر من شهر رمضان.
الفتوى المتعلقة بهذه العادة والتي يرجع تاريخها إلى 4 سنوات عادت للانتشار على منصات التواصل الاجتماعي في الخليج وعمان، مجددة الجدل حول مسألة الاحتفال وسط تباين كبير في الآراء، إذ أيد بعض المغردين كلام الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي بعدم الاحتفال بهذه المناسبة، والتي وصفوها بالعادة الدخيلة على المجتمع العماني كما انتقدوا من يشككون في موقف مساعد المفتي.
وعبرت أخرى عن دعمها لإلغاء الاحتفالات بهذه العادة في بعض مناطق عمان.
على الطرف المقابل دافع مدونون آخرون عن حق الاختلاف، معتبرين أن من حق الراغبين في احياء المناسبة الاحتفاء بها دون إثارة الجدل باعتبارها تقليدا يزرع السعادة في نفوس الأطفال.
واستنكر ناشطون إثارة هذا الجدل ونعت الأطفال بالمتسولين، داعيين إلى عدم تضخيم القضية والاهتمام بقضايا أكثر أهمية من مناسبة احتفالية تحول إلى مثار للانقسام.