“لا يتوقف الرئيس قيس سعيد عن اتحافنا في كل مناسبة بصرعة جديدة، هذه المرة خطاب بعد منتصف الليل والناس نيام فمن سيشاهده”.
هكذا علق أحد المدونين التونسيين على خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي بث في وقت متأخر من ليل الأحد 20 مارس/آذار، على شاشة القناة الوطنية بمناسبة عيد الاستقلال.
الكلمة الرئاسية جاءت “خارج الوقت الضائع” كما وصفها بدر التونسي أحد رواد فيسبوك، إذ بثت بعد منتصف الليل ما جعلها نظريا خارج يوم ذكرى عيد الاستقلال، مضيفا: “أغلب الناس في ذلك الوقت مشغولون على النت أو بمشاهدة قنوات أخرى، فيما يفضل الكثيرون النوم مبكرا باعتبار أن الاثنين يوم عمل فمن يخاطب الرئيس؟”.
درس في التاريخ
توقيت بث كلمة الرئيس التي استمرت قرابة 35 دقيقة، ومضمونها الذي غلب عليه السرد التاريخي، أثارا موجة كبيرة من التعليقات التي انهمرت على الفضاء الافتراضي، وتراوحت بين التدوينات الساخرة والغاضبة والمنتقدة لأسلوب رئيس الجمهورية، الذي بدا وكأنه بصدد “إلقاء درس أكاديمي عن تاريخ الحركة الوطنية في دولة الاستقلال”، حسب المدون أحمد كابو.
كما كتب أشرف الكعلي منتقدا أسلوب قيس سعيد: “رئيس الدولة خيل إليه أنه يلقي محاضرة في قاعة الدرس والشعب طلابه، ويظن أنه بصدد تصحيح معطيات تاريخية، لكنه أساء إلى الحركة الوطنية ورمزية عيد الاستقلال، هذا أمر مؤسف ومخجل”.
علي كسودة اعتبر الخطاب الرئاسي درسا نموذجيا في مادة التاريخ لفائدة تلاميذ البكالوريا، قائلا: “الخطاب نموذج ممتاز للمراجعة في مادة التاريخ لتلاميذ البكالوريا في محور الحركة الوطنية، أقترح على التلفزيون إعادة بثه ضمن دروس التدارك على القناة التربوية”.
خطاب أم مباراة ملاكمة
جوليا بن عبد الله تساءلت عن التوقيت المتأخر لبث الخطاب قائلة: “لا أدري إن كان خطابا رئاسيا أم مقابلة ملاكمة تبث مباشرة من فيلاديلفيا”، في إشارة إلى الرياضات القتالية التي تنقل عبر القنوات الفصائية في توقيت متأخر ليلا، باعتبار فارق التوقيت مع الولايات المتحدة.
أما الصحفية منى العابدي فعلقت على بث الخطاب بعد منتصف ليل الأحد، بالقول إن الخطاب أصبح خارج السياق، مضيفة: “صرنا في يوم الإثنين 21 مارس/آذار وانتهى يوم عيد الاستقلال”.
كما علقت صابرين الحرباوي على “الاستطرادات الغريبة” التي استعملها رئيس الجمهورية من قبيل “الثعلب والغراب”، مضيفة: “لا يكفي أن الرئيس خرج ليخاطبنا بعد منتصف الليل، وفي نهاية المطاف يروي لنا قصة الثعلب والغراب”.
وتطرقت تدوينات أخرى إلى الانتقادات التي وجهها قيس سعيد في كلمته إلى مسار بناء الدولة الوطنية، وما شابها من تغييب للديمقراطية وهيمنة الحزب الاشتراكي الدستوري، فكتب عمر ولد الجمعية: “قمة التناقض أن الرئيس المنفرد بكل السلطات التنفيذية والتشريعية، ينتقد دولة الحزب الواحد في زمن بورقيبة، هذه خرافة أمي سيسي”.
