جثمان جيلبار نقاش يصل مطار تونس قرطاج
tunigate post cover
تونس

جثمان جيلبار نقاش يصل مطار تونس قرطاج

2020-12-29 16:55

وصل مساء الثلاثاء 29 ديسمبر، جثمان الكاتب والناشط السياسي اليساري التونسي جيلبار نقاش إلى مطار تونس قرطاج، وكان في استقباله عدد من الناشطين في المجتمع المدني ورفاقه في الحركة اليساريّة، بينما لم يحضر أيّ ممثل رسمي عن الدولة التونسية.

وسيتم نقل جثمان الراحل جيلبار نقاش الذي توفي يوم السبت 26 ديسمبر بباريس عن عمر ناهز ال81 عاماً، إلى منزله الكائن بمدينة حلق الوادي على أن يتم مواراته الثرى في المربع الخاص بالمفكرين بمقبرة بورجل بتونس العاصمة الأربعاء 30 ديسمبر.

جيلبار مسيرة مناضل حقيقيّ..

ولد جيلبار نقاش عام 1939 في العاصمة التونسية، في أوج الحقبة الاستعمارية، وفي بداية نضج الحركة الوطنية، ودرس بالمعهد الوطني الفلاحي في باريس ثم عاد إلى تونس لتنطلق مباشرة مسيرته السياسية والأدبية معاً.

بمجرد عودته انضم إلى “برسبكتيف” (آفاق بالعربية وهو تيار يساري) التنظيم الذي تأسس في باريس منذ 1963، على يد ثلّة من الطلبة التونسيين ينتمون إلى تيارات فكريّة ماركسيّة وقوميّة متنوعة، في ظروف موسومة بالانغلاق السياسي الحاد خاصّة بعد قرار حظر الحزب الشيوعي التونسي، وتصاعد ملاحقة التيار اليوسفي (نسبة إلى الزعيم صالح بن يوسف الذي اغتيل في فرانكفورت صيف 1961).

حُكم عليه في 16 سبتمبر 1968 بـ 14 سنة سجناً بسبب أنشطته السياسية مع تجمّع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس (يعرف بحركة آفاق)، وتعرض لشتى أنواع التعذيب، قبل أن يُطلق سراحه بعد عشرة سنوات في 13 أوت 1979، وبقي تحت الإقامة الجبريّة وخضع للمراقبة الإدارية.

شاهد على سنوات الجمر

عاد جيلبار إلى تونس بعد الثورة وسقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، واستُمِعَ له كشاهد عن التعذيب في أول جلسة استماع علنية نظمتها هيئة الحقيقة والكرامة في 16 نوفمبر 2016، وروى فيها ما تعرّض له من تعذيب ومضايقات في عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

كريستال

جيلبار نقاش هو كذلك أحد مؤسسي جمعية Manifeste 20 mars “مانفيست 20 مارس”، بعد الثورة، ومن أوّل مؤلفاته ”كريستال”، الذي كان قد كتبه في السّجن على أغلفة علب سيجارة لعلامة كريستال التونسية، ومن أبرز مؤلفاته أيضاً:” ماذا فعلت بشبابك ؟”.

كان نقاش ماركسياً، وذلك يعني بالنسبة إليه ولرفاقه أن يعادي الحركة الصهيونية مبدئياً، باعتبارها حركة استعمارية عنصرية، أمّا الانتماء الديني فهو شأن شخصي صرف.
لذلك لم يكن مُستغرَباً مشاركة جيلبار (شأنه في ذلك شأن جورج عدة وسارج عدة وغيرهما من يهود تونس) في كل الفعاليات المُندِّدة بالانتهاكات الصهيونية على مرّ العقود.
بعد الثورة التونسية واصل جيلبار نقاش مساهمته في الحراك السياسي، وكان لا يتردّد في أن يدلي بدلوه في الشأن العام، وكان يكتب دائماً وينقد ويعارض كدأبه، فعارض حكومة الباجي قايد السبسي، وحكومة النهضة، ونقد مشروع “قانون التحصين السياسي للثورة” ورأى أنه لا يجب أن يٌعتمد إلاّ في إطار قانون العدالة الانتقالية.

عناوين أخرى