جبهة المقاومة الثقافية.. تأسيس لفعل ثقافي حُرّ رافض للتسطيح والتهميش والإملاءات
tunigate post cover
ثقافة

جبهة المقاومة الثقافية.. تأسيس لفعل ثقافي حُرّ رافض للتسطيح والتهميش والإملاءات

جبهة المقاومة الثقافية.. حتّى يحظى المثقّف والفنان التونسي بـ"عنقوده" المشتهى وهو على قيد الحياة لا بعد الوفاة
2023-09-22 08:31

صابر بن عامر

في تصريح لبوابة تونس أكّد الروائي والسيناريست التونسي لسعد حسين، سويعات قبل الإعلان الرسمي، اليوم الجمعة 22 سبتمبر، عزم ثلة من مثقّفي تونس تأسيس جبهة المقاومة الثقافية، التي تأتي -وفق تعبيره- فعل مقاومة وثبات إزاء العقوبات المتتالية التي أقدمت عليها وزارة الإشراف في الأشهر الأخيرة الماضية، وصلت حدّ أروقة المحاكم ضدّ منظوريها وموظّفيها، الأمر الذي عجّل بتأسيس الهيأة التنسيقية المؤقّتة للجبهة، التي يتولّى محدّثنا فيها خطة المنسّق العام.

وقال الروائي التونسي في تصريحه لبوابة تونس: “الهيأة مؤقّتة ومهمّتها إنجاز المؤتمر التأسيسي للجبهة، المزمع انعقاده في جانفي 2024، والتي ستشهد انضمام مسرحيين وسينمائيين وفنانين تشكيليين وموسيقيين جدد إلى أعضائها المؤسّسين، وهم: لسعد حسين، طه ساسي، رياض الشرايطي، أمامة الزاير، خالد الهداجي، ياسين الرواتبي، عادل معيزي، وحافظ محفوظ”.

وأضاف حسين: “كما أطلقت الجبهة عريضة مساندة دولية لكتاب تونس وفنانيها، سيُمضي عليها كتّاب وفنانون عرب ومن مختلف أنحاء العالم”.

على درب السابقين وانتصارا للمؤسّسين

جاء في البيان التأسيسي للجبهة: “انتصارا للشابي وجماعة تحت السور، انتصارا لمختار اللغماني، وبلقاسم اليعقوبي، وأولاد أحمد، وعبد الحفيظ المختومي، وكمال الزغباني، انتصارا لحمادي العجيمي، والزين الصافي، وعبد الوهاب الجملي، ونجيب خلف الله، والحبيب شبيل، وريم الحمروني، ورجاء بن عمار، انتصارا للفن والفنانين ببلادنا.. انتصارا للثقافة الوطنية المتّصلة بهموم شعبنا وطموحاته، انتصارا للجمال ولمستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، ورفضا للثقافة الاستهلاكية التسطيحية؛ ثقافة تروّج لها بعض المهرجانات والمؤسّسات والجمعيات وحتى بعض هياكل الدولة، رفضا لتكميم أفواه المبدعين والتنكيل بهم وسجنهم.. ورفضا لوزيرة ثقافة حوّلت الوزارة والقطاع الثقافي إلى مجزرة تُتاجر برقاب الكتاب والفنانين والعاملين بالوزارة، نعلن: تأسيس جبهة المقاومة الثقافية”.

وأوضح البيان: “ولأنّها جبهة، فهي مفتوحة أمام كل المثقّفين والمبدعين والمواطنين، جبهة تجمع كل مريدي الجمال والحداثة فكرا وفنّا.. ولأنّها مقاومة، فإنّها تناهض مسارا ثقافيا تتحكّم فيه البيروقراطية والمتمعّشون من الفعل الثقافي، وتسعى إلى ترسيخ ثقافة وطنية بديلة تخرج بالإنتاج الثقافي من الضحالة والرداءة والتفاهة”.

ويُواصل البيان: “ولأنها ثقافية، فإنّها ستخوض في كل المجالات الإبداعية والفنية، لكنها لن تسقط في السجالات السياسية الضيّقة، وهذا لا يمنع خوضها في الشأن العام ومشاركتها في نضالات شعبنا من أجل الحرية والكرامة وغد أفضل”.

واجهة ضدّ التغريب والانتهازية

أكّد لسعد حسين في تصريحه لبوابة تونس أنّ الجبهة -بخلاف ما تقدّم ذكره في البيان- ستسعى لأن تكون منبرا حقيقيا للفعل الثقافي الجاد والإبداع الفني المتميّز، كما ستسعى إلى الوقوف مع كل كاتب أو مبدع أو فنان يتعرّض للظلم أو لصعوبات فنية أو صحية أو اجتماعية، موضّحا: “جبهة لن تتوقّف أشغالها وأهدافها برحيل الوزيرة الحالية، بل ستمارس دورها النقدي وستتصدّى لكل المشاريع الثقافية المشبوهة أو اللاوطنية”.

وتهدف الجبهة -وفق البيان التأسيسي- إلى التجميع لا إلى التفريق بين مختلف الأنماط الفنية وبين كل المشارب الفكرية التقدمية، كما ستسعى إلى الوقوف أمام كتلة الرداءة والتغريب والتسطيح والانتهازية في المجال الثقافي التونسي.

ومن أهدافها، أيضا، جبهة تمكين المبدع التونسي من “عنقود” وهو على قيد الحياة لا بعد مماته، أسوة بالمقولة الشهيرة للكاتب والشاعر التونسي الراحل علي الدوعاجي: “عاش يتمنى في عنبة، مات علقولوا عنقود.. ما يسعد فنان الغلبة، كان ما بين اللحود”.

وستعمل الجبهة -وفق منسقها العام- على إعداد مشاريع ثقافية جادة وتحسين التشريعات الثقافية، وعلى رأسها بعث المجلس الأعلى للثقافة حرا ديمقراطيا وممثلا للفنون كافّة، كما ستسعى لأن تكون جسرا بين مؤسّسي الفعل الثقافي ورموزه الخالدين والناشطين به والشباب الطامح إلى تعبيرات فنية مغايرة.

ويختم حسين: “جبهتنا مستعدّة لخوض كل النضالات السلمية الممكنة بالأقلام والألوان والنوتات والعدسات، للدفاع عن حقوق الكتّاب والفنانين والمبدعين، وعن المشاريع الفنية المتميّزة التي يسقطها غربال البيروقراطية والمحسوبية والفساد، كل ذلك من أجل ثقافة وطنية في خدمة البلاد والعباد، من أجل التخلّص من البيروقراطية الثقافية، من أجل مجلس أعلى للثقافة حرا ديمقراطيا وممثّلا، من أجل إنصاف المظلومين والمطرودين والمسجونين في وزارة الثقافة، ومن أجل كرامة المبدع والمثقف التونسي”.

ولسعد حسين، من مواليد عام 1963 بقابس، بدأ بكتابة القصة ثم شُغف بالنقد الأدبي، يُؤمن بجدوى الحكايات لذلك شاء أن يرويها بأشكال مُختلفة: قص، مسرح وسينما، وهو أكثر كاتب حُوّلت قصصه إلى السينما، من بينها: “صبرية” إخراج عبدالرحمان سيساكو (1996)، “حي درابك” إخراج محمد دمق (1997)، “رغبات” إخراج سمير الحرباوي (2013)، “الدنيا أحلى” للمخرجة الراحلة شيراز البوزيدي في العام ذاته، و”سلوى” للمخرجة إيناس بن عثمان (2021).

بيان_تأسيسي#
تونس#
جبهة_المقاومة_الثقافية#

عناوين أخرى