فاز الشاعر السوري نوري الجرّاح بجائزة ماكس جاكوب 2023، عن فئة الشعر المترجَم، وذلك عن ديوانه “ابتسامة النائم”، الذي يضمّ مختارات من شعره ترجمها إلى الفرنسية المترجم أنطوان جوكي.

وصدر الكتاب نهاية عام 2022 ضمن سلسلة “سندباد” لدى منشورات “أكت سود”، وفاز إلى جانب الجرّاح، الشاعر والتشكيلي البلجيكي جان بيير أوت (1949) بجائزة الشعر المكتوب بالفرنسية، وذهبت جائزة الاكتشاف للشاعر الفرنسي بنوا ريس (1976).

وضمّ كتاب “ابتسامة النائم” قصائد ومقاطع شعرية أنجزها الجرّاح خلال 30 عاما، منذ صدور مجموعته الشعرية الثانية “مجاراة الصوت” (1988)، وصولا إلى كتابه الأخير “لا حرب في طروادة: كلمات هوميروس الأخيرة” الصادر عام 2019.

واشتملت المُختارات المُترجمة إلى الفرنسية، على نصوص مأخوذة من “كأس سوداء” (1993)، و”صعود أبريل” (1996)، و”حدائق هاملت” (2003)، و”الحديقة الفارسية” (2004)، و”طريق دمشق” (2004)، و”يوم قابيل والأيام السبعة للوقت” (2012)، و”يأس نوح” (2014)، و”قارب إلى لسبوس” (2016).

وكانت قد تُرجمت للشاعر السوري كتب ودواوين شعرية عدّة، من بينها، “طريق دمشق”، و”قارب إلى لسبوس”، و”الخروج من شرق المتوسّط “(2022).

ونوري الجرّاح المولود في دمشق عام 1956، قبل أن يضطرّ إلى مغادرة وطنه سوريا،استقرّ عام 1986 في لندن، منفاه الاختياريّ، بعد سنواتٍ قضاها بين بيروت ونيقوسيا.

تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، مثل الإسبانية، والفارسية، واليونانية، والتركية، والإيطالية، والإنجليزية، والفرنسية التي صدرت له فيها ستّ مجموعات.

ساهم في تأسيس العديد من المجلّات الأدبية والثقافية وتحريرها، مثل “الناقد” و”الجديد” في لندن، كما حقّق وحرّر العديد من النصوص في أدب الرحلة، الذي يُشرف على واحدة من أبرز المؤسّسات العربية اهتماما بإحيائه، وهو “المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق”.

وشكّلت تجربة الجرّاح موضوعا لعدد من الدراسات والكتب النقدية، من بينها: “أمير نائم وحملة تنتظر” (مختارات ودراسة) لعلي بدر (بيروت، 2005)، “القصيدة المعلّقة: في شعر نوري الجرّاح” لمفيد نجم (ميلانو، 2018)، “النزوع الدرامي في شعر نوري الجراح” لأيمن باي (بيروت، 2018)، “ما الذي يحدث في حدائق هاملت؟” لعبدالقادر الجموسي (ميلانو، 2019)، و”شعرية البقع الأرجوانية” لمحمد صابر عبيد (عمّان، 2020).

ويعتبر النقاد العرب الشاعر نوري الجرّاح، واحدا من أبرز الشعراء العرب على المنقلب بين القرنين العشرين والحادي والعشرين.

له دواوين شعرية عدة منها: “الصبي” 1982، “مجاراة الصوت” 1988، “طفولة موت” 1992، “طريق دمشق والحديقة الفارسية” 2004، “لا حرب في طروادة” 2019.

فيما تُعدّ جائزة ماكس جاكوب واحدة من أرفع جوائز الشعر في فرنسا، وهي تحمل اسم الشاعر والرسام الفرنسي البارز ماكس جاكوب (1876ــ1944)، الذي شارك بيكاسو غُرفته، وانغمس في مجتمع الفنون البوهيمية، وجسّدت مجموعته الشعرية “صندوق النرد” (1906) أسلوبه الفريد في شعر النثر.

ويعود تاريخ إطلاق الجائزة إلى عام 1950، وقد سبق أن نالتها شخصيات فكرية وشعرية عربية وعالمية، مثل جاك دريدا، برنار نويل، أدونيس، سليم بركات، عيسى مخلوف، ومحمد بنيس.