بالتوازي مع عروضها الموسيقيّة، اختارت أيام قرطاج الموسيقية في نسختها الثامنة تسليط الضوء على قضايا الموسيقى الآن وهنا.

ومثّل موضوع “الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي” محور مائدة مستديرة احتضنها مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي بالعاصمة تونس، أمس الخميس 26 جانفي/كانون الثاني.

لماذا نحتاج إلى التسويق الموسيقي؟ وكيف نحقّق ذلك؟ وما هي آليات استراتيجية الترويج العالمي؟ مثّلت هذه الأسئلة المهمّة منطلقا للنقاش وتبادل الأفكار بين المتدخّلين والحاضرين في اللقاء الذي أداره الفنان عماد العليبي، الذي سبق أن أدار النسخة السادسة من أيام قرطاج الموسيقية عام 2019، وراكم خبرة أكثر من عقدين في مجال المشاريع الفنية.

وسجّلت الفنانة درصاف الحمداني بصفتها مديرة أيام قرطاج الموسيقية 2023، حضورها في هذه المائدة المستديرة.

واعتبر العليبي أنّ الموسيقى التونسية لا ينقصها التميّز والتفرّد، بل كلّ ما تحتاجه هو اكتساح البلدان الأخرى،  مشيرا إلى أنّ الفنانين والموسيقيين التونسيين كثيرا ما يكون النجاح حليفهم عندما يسعون إلى الانتشار في الخارج. 

وأكّد أنّ رهان التسويق لا يتطلّب بالضرورة قوة المال، بقدر ما يحتاج إلى الابتكار في طرقه والتجديد في أساليبه.

ومن الهند حلّ مدير المهرجان الموسيقي بالهند بهاتيا ديفيا ضيفا على أيام قرطاج الموسيقية، الذي قال في مداخلته إنّ اختلاف التجارب والرؤى يتغيّران من بلد إلى آخر.

وفي تشخيص لآليات التسويق الموسيقي في بلاده، كشف الضيف الهندي أنّه يمكن تحديد ثلاث حلقات أساسية لا تنطبق بالضرورة على وضعية كل البلدان. 

وقال: “هناك حفلات مبرمجة في الدائرة الدبلوماسية الرسمية وهي ترجمة لرؤية رسمية، وهناك أيضا حفلات مبرمجة في إطار التعاون الثقافي مع دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا من خلال مراكزها الثقافية، وهناك المهرجانات التي تكرّر نفسها بشكل عام والّتي في اختياراتها الفنية تتّبع فقط اتّجاهات صناعة بوليوود”.

وأضاف: “خارج هذه الدوائر الثلاث هناك دائرة أخرى، وهي الدائرة الخاصّة التي يتطلّب الوصول إليها تقديم مشروع فني أصلي”.

وأجمع المتحدّثون في مداخلاتهم على أهمية بناء خارطة طريق ووضع استراتيجية واضحة المعالم، قبل الانطلاق في التسويق الفني.

وختم العليبي: “هي مزايا كثيرة يهبها التسويق للفنان والفن، ولكن لا بدّ من التفكير مليّا والاستعداد جيّدا قبل البدء”.