شاركت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط القرمازي، أمس السبت 13 جانفي/كانون الثاني، في أشغال المؤتمر الثاني للإعلام العربي بعنوان “حول الهيمنة الرقمية وسبل مواجهتها عربيا”، الذي ينتظم بنزل اتّحاد إذاعات الدول العربية على امتداد يومين.
وطرحت القرمازي في كلمة ألقتها بالمناسبة القضيّة المتعلّقة بالهيمنة الرقمية العالمية، وسبل مواجهتها عبر توفير التمكين اللازم للإعلاميين العرب، وتعزيز قدراتهم وتدريبهم على حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيف التقنيات الرقمية الجديدة، فضلا عن تطوير التشريعات التي تيسّر التعامل مع الرقمنة وتحمي من هيمنتها وآثارها السلبية.
ودعت أيضا إلى وضع سياسات واستراتيجيات مشتركة في مواجهة التحدّيات الرقمية بتوحيد الجهود، لاسيما في مواجهة مشكل تنميط سلوك الأفراد، وذلك عبر التحكّم في الذهن الجماعي وخياراته، مضيفة في السياق ذاته أنّ للإعلامي دورا في توجيه المحتوى الرقمي ومواجهة العزلة الثقافية.
وأشارت الوزيرة إلى ضرورة إيجاد آليات فعّالة لمواجهة تلك الهيمنة بالغة الخطورة باعتبارها تطال مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية، خاصّة الأطفال، وذلك من خلال وضع رؤية موحّدة في مجال الأمن السيبراني، وتطوير الإنتاج الرقمي العربي في اتّساق مع حماية المعطيات الشخصية للأطفال، والتصدّي للأخبار الزائفة ومختلف انحرافات التعامل الرقمي ثقافيا واجتماعيا وإعلاميا.
ودعت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية -عمليا وإجرائيا- إلى التعايش الذكي مع التقنيات الرقمية باستخدام أكبر المنصات وأهمّها، وإنتاج مضامين هادفة من خلالها، أي الحوكمة الذكية لهذه المنصّات، وتعزيز انتشار اللغة العربية وتحفيز الدول العربية للانخراط في دعم المعرفة والذكاء الاصطناعي، مع التوصّل إلى إحداث منصّة موحّدة لتداول قيمنا الثقافية والاجتماعية المشتركة، والمساهمة في إنتاج المعرفة، وحوز المكانة اللائقة في عالم الإعلام.
ويُشارك في المؤتمر الثاني للإعلام العربي الذي تنتهي أشغاله، اليوم الأحد، مُمثّلون عن الهيئات وشركات الإعلام الرقمي، وينقسم إلى 5 محاور تُناقش التحديات الرقمية المطروحة في الوطن العربي، ومختلف الجهود المبذولة عربيا لمجابهة الهيمنة الرقمية، وعرض تجارب عالمية من خلال شركات التكنولوجيا الرقمية، من بينها تجارب أوروبية وأخرى آسيوية، ووضع خطط عمل لاتباعها في مجالات المحتوى والتكنولوجيا والتشريع.