تونس

تونس…العدالة تأخرت 80 عاماً لتُنصف رجلاً حمل لقباً عنصرياً مهيناً

“عائلتي تعرضت للضايقات، وأبي كان يشعر بالاضطهاد. معاناة حقيقية بلغت حد المس منكرامته بسبب لقب “عتيق” الرامز للعبودية…إلى أن جاء حكم “التحرُّر” من المحكمة الابتدائية بمدنين” بتأثر بالغ وبفخر كذلك حدثنا كريم ابن الشيخ حمدان عتيب دالي الرجل الذي كسب قبل أسبوع قضية بعد عقود من التقاضي لنزع لقب توارثه عن أجداده. عتيق تعني “المتحر من العبودية” وكانت كنية مئات التونسيين الذين تحصلوا على حريتهم بعد إلغاء العبودية في تونس، لكن اللقب فرض عليهم وأضيف إليه: عتيق فلان. يعني كان عبداً عند أسرة فلان.
الشيخ عتبي اختار بوابة تونس ليتحدث عن ممارسات التمييز والعنصرية التي تعرضت لها عائلته طيلة عقود وما يعنيه لها التخلّص من هذا اللقب.
قال كريم، إن أباه الشيخ حمدان تحول رغماً عنه إلى رمز معاناة أسرة “عتيق دالي” بسبب ما عاشهُ من ممارسات عنصرية من قِبل الجيران والمحيطين به. وتابع: “من المؤسف أن يتعرض شخصٌ في سنة 2020 إلى الإهانة بسبب لون بشرته ولقبه”.
كما أكد أن المضايقات العنصرية والإهانات التي كان يتعرض لها والده (حمدان عتيق دالي) كانت حافزاً كبيراً لجعله يُصر على التوجه إلى القضاء قصد التخلص من لقب “عتيق”.
وتحدث كريم عن الفرحة الكبيرة التي عاشها والده (81 عاماً) بعد إصدار المحكمة الابتدائية بمدنين، حكماً لفائدته بإلغاء كلمة « عتيق »، الرامزة إلى العبودية، من كل الوثائق الرسمية للعائلة، قائلاً: “بعد صدور الحكم شعرت أن أبي بُعث في الدنيا من جديد وزالت عنه ملامح الغم والهم”.
وأردف، :بعد الحكم قال لنا والدي : أفضل ما أورِّثه لأبنائي وأحفادي أني خلصتهم من لقب عتيق…”