توقع مسؤولون إسرائيليون أن يتم التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام في ظل التقدم في المفاوضات، محذرين من أن عدم فعل ذلك يعني أن الأمر “سيستغرق وقتا طويلا”، وذلك بعد أنباء عن موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاتفاق المطروح.
ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن مسؤول سياسي تأكيده أنه خلال “أيام وربما أقل سيتم توقيع اتفاق التسوية في لبنان“.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة، اليوم الاثنين، إن تلّ أبيب تعتزم تكثيف الهجمات في العاصمة بيروت من أجل تقليص قدرات حزب الله بشكل أكبر قبل وقف إطلاق النار، وسط تخوفات من تكثيف وتيرة إطلاق النار من لبنان حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
وصرح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ بأن الاتفاق صار قريبا، مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث خلال أيام.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه ما تزال هناك قضايا يتم نقاشها، لكن الإعلان عن اتفاق مع لبنان ممكن خلال أيام.
من جانبه، أكد موقع والا الإسرائيلي نقلا عن مصادر مطلعة أنه “إذا لم يتم توقيع الاتفاق الآن فسيستغرق الأمر وقتا طويلا“.
وأشار إلى أن حزب الله زاد في الأيام الماضية نطاق هجماته على إسرائيل مع توقعات بقرب التوصل إلى اتفاق مع لبنان، بعد استهدافه أمس الأحد تل أبيب الوسطى وإطلاقه على “إسرائيل” أكثر من 350 صاروخا.
كما طالب الوزير في وزارة المالية الإسرائيلية زئيف إلكين “الجيش” بتكثيف الضربات على حزب الله لدفعه إلى الموافقة على الاتفاق، وفق وصفه.
ورغم الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق، فقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بعض النقاط الخلافية ما تزال قيد البحث.
وأوضح موقع والا نقلا عن مصادر أمنيّة قولها إن الخلاف الرئيسي بين لبنان والكيان المحتلّ يتمثل في تشكيلة آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصلاحياتها.
وأضافت المصادر أن هناك 13 نقطة خلافية حول الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية بينما تصر “إسرائيل” على تأجيل هذه المرحلة لوقت لاحق.
وقالت المصادر إن حزب الله والحكومة اللبنانية وافقا على طلب “إسرائيل” بحرية العمل ضد الأعمال التي “قد تهدد أمن إسرائيل”، وذلك ما كان يرفضه لبنان لانتهاكه سيادته، غير أن الحكومة اللبنانية لم تؤكد ذلك حتى الآن.
وقال رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس إن أي تسوية في لبنان يجب أن تسمح بحرية العمل للجيش الإسرائيلي “ضد التهديدات المباشرة أو إعادة تعزيز حزب الله لقوته”، وفق ما نقلته صحيفة معاريف.
وبخصوص مراقبة تنفيذ الاتفاق المتوقع، أوضحت صحيفة “إسرائيل اليوم؛ أنه منذ لحظة توقيع الاتفاق سيكون على “الجيش” الإسرائيلي أن يكمل انسحابه من جميع الأراضي اللبنانية خلال 60 يوما.
وخلال تلك المدة، ستكون قوّة عسكرية أمريّكية في المنطقة لفرض انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وضمان بقاء حزب الله في منطقة ما وراء نهر الليطاني.
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط سيصل إلى الأراضي المحتلّة اليوم لبحث التعاون الفوري حول ما تسميه “إسرائيل” “حريّة العمل” في لبنان.
من جانبها، أكدت القناة الـ14 الإسرائيلية أنه تم الاتفاق على انضمام فرنسا إلى آلية مراقبة الاتفاق المتبلور مع لبنان، قائلة إن تل أبيب أقرب من أي وقت مضى إلى توقيع اتفاق ومن المتوقع تحقيق مزيد من التقدم خلال الساعات المقبلة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن تل أبيب حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية التحرّك على الحدود الشمالية في حال انتهاك الاتفاق.
وبخصوص بنود الاتفاق، ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن تفاهمات الاتفاق تشير حتى الآن إلى انسحاب حزب الله لما وراء الليطاني ونزع سلاحه بين الليطاني والحدود الإسرائيلية.
كما أضافت أن التفاهمات تشير إلى الحفاظ على حرية “الجيش” الإسرائيلي جنوب لبنان إذا خرق حزب الله الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني، كما تسمح بعودة السكان اللبنانيين “غير المسلحين” إلى بلدات جنوب لبنان ومنع عودة عناصر الحزب.
وقال موقع والا نقلا عن مصادر أمنية إن القيادة السياسية للاحتلال لا تنوي في هذه المرحلة مهاجمة أهداف تابعة للدولة اللبنانية بل التمييز بينها وبين أهداف حزب الله.
أتى ذلك بعد أن نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي أمس الأحد أنه تم توجيه تحذير إلى لبنان بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستتم مهاجمة أهداف للدولة اللبنانية.
ووافق نتنياهو الليلة الماضية على التحرّك نحو وقف إطلاق النار في لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب أعطت المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين الضوء الأخضر للمضي قدما نحو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وكان المبعوث الأمريكي هدد لبنان و”إسرائيل” بالانسحاب من الوساطة في حال عدم التوصل إلى اتفاق قريبا، مشددا على أن “التفاهمات جاهزة“.
وكان المبعوث الأمريكي ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل، والتي تسارعت بعدها وتيرة الضربات الإسرائيلية.
وتركز الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب بين حزب الله و”إسرائيل” من خلال فرض وقف إطلاق النار.
الجزيرة