وقّعت شركة فسفاط قفصة والمؤسّسة المالية الدولية SFI التابعة لمجموعة البنك العالمي، اليوم الاثنين 7 أوت، اتّفاقية لتمويل دراسة بقيمة تناهز 7 ملايين دينار في شكل هبة، تخصّ إنجاز مشروع مندمج للنقل الهيدروليكي للفسفاط التجاري من الحوض المنجمي إلى معامل المجمع الكيميائي التونسي بقابس والصخيرة ومعمل تيفارت.
ويهدف إنجاز المشروع موضوع الاتّفاقية التي وقّعها كلّ من السيّد رضا شلغوم الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة والسيّد جورج غرة الممثل المقيم للمؤسّسة المالية الدولية بتونس، إلى تأمين تزويد معامل المجمع الكيميائي بالفسفاط التجاري بشكل منتظم، فضلا عن تزويد المغاسل المنتجة حاليا والمبرمج إنجازها مستقبلا بالمياه الصناعية دون المساس بالمدّخرات المائية بالجهة.
ويتكوّن المشروع المذكور من خطّ أنابيب ومنشآت نقل هيدروليكي للفسفاط من منطقة التجميع بالمتلوي نحو معامل المجمع الكيميائي بقابس والصخيرة، بطاقة تناهز 10 مليون طن سنويا، وكذلك محطّة لتحلية مياه البحر وخط أنابيب لنقل المياه من منطقة الصخيرة نحو مغاسل الشركة بالحوض المنجمي، بطاقة إنتاج تناهز 100 ألف متر مكعّب يوميا، بالإضافة إلى محطّة لتوليد الطاقة الكهروضوئية، بطاقة أولية تُقدّر بـ30 ميغاوات لتوفير الطاقة الضرورية لتشغيل خطوط النقل الهيدروليكي ومحطة تحلية مياه البحر، سيتمّ العمل على إنجازهما في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأكّد وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيّد، الذي أشرف على موكب التوقيع، أهمية هذا المشروع الذي تُقدّر كلفته الجملية بنحو 1100 مليون دينار خاصّة على مستوى المردودية الثلاثية، الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، والتي تنسجم مع توجّهات المخطّط التنموي 2023-2025 وبرامجه، وذلك باعتبار إتاحته إمكانية الضغط على كلفة نقل الفسفاط في ظلّ ارتفاع سعر المحروقات، إضافة إلى الحدّ من التلوّث البيئي والمحافظة على مخزون المائدة المائية بالجهة، مع استعمال الطاقات المتجدّدة لتشغيل المنشآت ذات العلاقة، هذا فضلا عن تنويع القاعدة الاقتصادية بالجهة من خلال خلق فرص جديدة لبعث مشاريع فلاحية تساعد على دفع التشغيل والتمكين الاقتصادي. 
وشدّد السيّد رضا شلغوم في السياق ذاته على البعد الاستراتيجي لمشروع النقل الهيدروليكي للفسفاط، والذي يندرج ضمن الإجراءات التي تمّ إقرارها خلال مجلس الأمن القومي المنعقد يوم 26 أفريل 2023، الرامية إلى مزيد تطوير قطاع الفسفاط باعتبار مساهمته الحيوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
من جانبه، أكّد السيّد جورج غرة حرص مؤسّسته واستعدادها لمواصلة مرافقة تونس، لاسيما شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي، بما يساعد على تحقيق الأهداف المرسومة ضمن البرنامج الأخضر والمشاريع الخاصّة بمزيد التطوير والتحديث، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية هذا المشروع المهيكل للنقل الهيدروليكي للفسفاط وما سيحقّقه من تنمية مندمجة بجهة قفصة.