تمّ تكريم الناقد والمخرج السينمائي التونسي فريد بوغدير، في تركيا، بمناسبة فعاليات “لقاءات إزمير للسينما المتوسّطية”، التي انتهت دورتها الثانية أخيرا بمدينة إزمير التركية.
ومنح المهرجان المخرج التونسي المخضرم جائزة “هنري لانغلوا”، أو ما يُعرف بجائزة المكتبات السينمائية التي تحمل اسم مؤسّس أول مكتبة سينمائية في العالم، وهي المكتبة السينمائية الفرنسية.
ويعتبر هنري لانغلوا مؤسّس حركة نوادي السينما في العالم، التي ترى أنّ السينما ليست فقط وسيلة للترفيه بل هي فن قائم بذاته، لذلك لابدّ أن يتمّ ترميم الأعمال السينمائية القيّمة والمحافظة عليها تماما، كما تتمّ المحافظة على اللوحات الفنية لليوناردو دي فنشي أو فان غوخ وبابلو بيكاسو.
وتمّ إطلاق اسم لانغلوا على الجائزة الكبرى في إزمير، لأنّه أصيل المدينة التي أنجبت عديد الممثّلين والفنانين المبدعين الفرنسيين، على غرار داريو مورينو (1921-1968) والممثّلة ماغالي نويل (1931-2015).
وأُسندت الجائزة إلى بوغدير -وفق القائمين على المهرجان- نظير أعماله السينمائية التي أخرجها، والتي عرض البعض منها في إزمير بالذات على غرار “حلفاوين” و”زيزو” و”عطر الربيع”، وتقديرا لما قدّمه خلال مسيرته الطويلة من أعمال، ولنضاله المستمرّ من أجل تطوير سينما الجنوب بشكل خاص، والسينما العربية والإفريقية بشكل عام.
وتعدّ أعمال بوغدير -الذي أخرج قبل فيلمه الشهير “حلفاوين”، فيلمين وثائقيين طويلين عرضهما في مهرجان كان السينمائي سنتي 1983 و1987- تأريخا للمجتمع التونسي بداية من فيلمه “حلفاوين”، مرورا بفيلمه الثاني “صيف حلق الوادي” (1996) قبل أن يختتم ثلاثيته بـ”زيزو” في نسخته التونسية و”عطر الربيع” في نسخته الفرنسية (2016).
وتناول بوغدير في فيلمه الروائي الأول مرحلة الطفولة من خلال شخصية “نورا” المستكشفة لعوالم المرأة بجمالها وجنونها، فيما اهتم بمرحلة المراهقة في فيلمه الثاني “صيف حلق الوادي”، مبرزا قصّة ثلاث فتيات يافعات، يعشن الأحلام والانكسارات نفسها وإن اختلفت دياناتهنّ.
أما في فيلمه الثالث فيتحدّث بوغدير عن مرحلة الشباب من خلال عزيز ويكنّى بـ”زيزو”، القادم من الجنوب التونسي باحثا عن عمل في العاصمة، فيصطدم في سعيه إلى البحث عن عمل، بتناقضات المدينة وما تخفيه أسوارها من أسرار من بيت إلى آخر، وهو الذي ينطّ -بحكم عمله المتمثّل في تركيب اللاقطات الهوائية لأجهزة التلفزيون على أسطح المنازل- من “سطح” إلى آخر، فيدخل البيوت من أسطحها، لا من أبوابها، متنقّلا بين جميع الأوساط الغنية والفقيرة، مكتشفا بانوراما من الأيديولوجيات والحساسيات السياسية والاجتماعية المحكومة بالصمت، قبيل اندلاع ثورة 14 جانفي/يناير 2011 بأشهر.
ومنحت “لقاءات إزمير للسينما المتوسطية” في نسختها التأسيسية، جائزة لانغلوا لعام 2021 للمخرج الجزائري مرزاق علواش.